مقطع فيديو متداول يُظهر أعمال حفر بمحيط منطقة الأهرامات في الجيزة أثار ضجة واسعة في مصر، وسط تساؤلات حول سلامة الإجراءات المتبعة، نظراً لحساسية الموقع الذي يُعد أحد أهم المعالم الأثرية عالمياً.
وعرض أحد برامج “التوك شو” المصرية المقطع المصوّر، وقال مقدم البرنامج إن الفيديو وصله من مواطن، مضيفاً أنه يُظهر لودراً يقوم بأعمال حفر بالقرب من الأهرامات، وطالب بتوضيح رسمي، خاصة أن المنطقة الأثرية مصنّفة من قبل منظمة “اليونيسكو” ضمن مواقع التراث العالمي منذ عام 1979.
وتوالت التعليقات الغاضبة على الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن قلقهم إزاء ما اعتبروه “استهانة بموقع أثري فريد”، مطالبين بإيضاحات عاجلة من الجهات المعنية لضمان حماية الأهرامات والمنطقة المحيطة بها.
وفي المقابل، أصدرت وزارة السياحة والآثار بياناً توضيحياً ردّت فيه على الجدل الدائر، وأكدت أن أعمال الحفر الواردة في الفيديو تقع خارج نطاق المنطقة الأثرية تماماً، وتحديداً ضمن مشروع تطوير وإعادة تأهيل بعض الأبنية القديمة التابعة لعروض “الصوت والضوء”، وهي منطقة لا تحتوي على أي آثار.
وأوضح البيان أن المجلس الأعلى للآثار كان قد أجرى عمليات مسح ومجسات أثرية شاملة في هذه المنطقة من قبل، وتبيّن خلوّها التام من أي شواهد أثرية أو بقايا تاريخية، وشددت الوزارة على أن كافة أعمال التطوير تتم تحت إشراف دقيق ومباشر من إدارة منطقة أهرامات الجيزة الأثرية.
وتُعد منطقة الأهرامات من أبرز الوجهات السياحية في مصر، وتضم أهرامات ملوك الأسرة الرابعة: “خوفو”، و”خفرع”، و”منكاورع”، إضافة إلى تمثال “أبو الهول” الشهير، كما كانت المنطقة تضم “مراكب الشمس”، والتي نُقلت مؤخراً إلى المتحف المصري الكبير لعرضها في قاعة مخصصة عند افتتاحه الرسمي المرتقب.
وبحسب تصريحات سابقة لوزير السياحة والآثار، تستقبل المنطقة أكثر من 15 ألف زائر يومياً، وبلغ عدد زوّارها في عام 2024 حوالي 2.5 مليون سائح، وفي السياق الأوسع، سجّلت مصر خلال العام ذاته استقبال 15.7 مليون سائح بإيرادات بلغت 15.3 مليار دولار، بينما تسعى لبلوغ هدف استقطاب 30 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2031.
ويؤكد خبراء آثار أن منطقة ممفيس ومقبرتها، التي تمتد من الجيزة إلى دهشور، تمثل إحدى أغنى المناطق الأثرية في العالم، وقد صنّفها القدماء ضمن عجائب الدنيا السبع، ما يجعل أي نشاط عمراني أو تطويري في محيطها محل تدقيق واهتمام شعبي ورسمي واسع.
إعلان تجاري يثير الغضب في مصر بسبب إساءة للنوبيين
