18 سبتمبر 2024

يعاني الغرب الليبي من أزمة متفاقمة في ظل استمرار انتشار الأسلحة، وتعدد الميليشيات والفصائل التي تتصارع قوى الاستعمار التقليدي على استمالتها أملاً باستعادة النفوذ في هذا البلد النفطي الذي دمره “الناتو”.

في هذا السياق، حثت مديرية أمن صبراتة غرب ليبيا أولياء الأمور على تشديد الرقابة على أبنائهم ومنعهم من اقتناء أو استعمال السلاح، محذّرة من خطورة الوضع الراهن الناتج عن تفشي ظاهرة حمل الأسلحة، بينما يتواصل الانفلات الأمني في المدن الغربية في ظل عجز الحكومة عن السيطرة على الجماعات المسلحة.

وسجلت الوحدات الأمنية بالمدينة خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية واقعتي قتل راح ضحيتهما شابين في مقتبل العمر، بسبب الاستعمال الخاطئ للسلاح.

وعاد هاجس الخوف والقلق من تنامي العنف إلى ليبيا بعدما تواترت حوادث القتل في أوساط الأطفال والشباب، مما يحيل إلى الأخطار التي لا يزال يثيرها انتشار الأسلحة واتساع ظاهرة الإفلات من العقاب، وهوما أدى إلى انتشار الجريمة واستسهال القتل وسفك الدماء.

وهي ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مدن غرب طرابلس اشتباكات لا سيما بين الجماعات المسلحة، والتي تسفر عن سقوط الجرحى والقتلى، في وقت يحمّل فيه متابعون رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة مسؤولية التغاضي عن معالجة ملف السلاح المنفلت الذي يشكل عقبة على طريق عودة الاستقرار إلى البلاد.

ويشكل سلاح الميليشيات أكبر عائق أمام جهود طيّ المرحلة الحالية، إذ يرفض قادة المسلحين أي تفاهمات تفضي إلى نزع سلاحهم، من أجل تأمين نفوذهم ومصالحهم. كما تعتبر هذه الجماعات من أبرز المستفيدين من تواصل الوضع الحالي.

وكانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت في الأيام الأخيرة في مدينة تاجوراء الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً شرق طرابلس والقريبة من مطار معيتيقة الدولي ومن منتجعات ساحلية يقصدها السكان ليلًا في فصل الصيف. وقد أسفرت عن مقتل امرأة، وفق وسائل اعلام محلية.

وكانت الأمم المتحدة قد كشفت عن وجود 29 مليون قطعة من السلاح في المناطق الليبية بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وتقدر كميات السلاح المنتشر فيها بما يقارب 4 قطع لكل شخص، وهو عدد لم يسجل في أي بلد آخر خلال الأربعين عاماً الماضية.

وبينما تستمر الفوضى في الغرب الليبي، يظهر الشرق الليبي أكثر انتظاماً في ظل انتشار قوى إنفاذ القانون التي تقوم بضبط الأوضاع، ما يخلق مشهداً متناقضاً بين الغرب المنفلت الذي تتغلغل فيه قوى الاستعمار التقليدي، والشرق الأكثر استقراراً الذي تمكن من بناء علاقات قوية مع عدة دول بينها روسيا، والتي تحاول تقديم المساعدة لليبيين، كما تعمل على إعادة توحيد البلاد والنهوض بها.

تهديدات بالقصف لجنود أوكرانيين يفكرون بالانسحاب

اقرأ المزيد