05 ديسمبر 2025

فتحت وزارة الداخلية المغربية تحقيقا شاملا في عمليات إنفاق غير مبررة داخل عدد من الجماعات المحلية، بعد ورود معلومات عن اقتناء هواتف ذكية وحواسيب محمولة فاخرة بأثمان باهظة، في تجاوز واضح لتوجيهات ترشيد النفقات العمومية.

ونقلت صحيفة “هسبريس” المغربية عن مصادر أن لجان تفتيش مركزية تابعة للمفتشية العامة للإدارة المحلية رصدت خلال زيارات ميدانية إلى جماعات حضرية وقروية في جهات الدار البيضاء–سطات، الرباط–سلا–القنيطرة، بني ملال–خنيفرة، ومراكش–آسفي، وجود اختلالات مالية مرتبطة بتضخيم بنود نفقات “الاشتراكات الهاتفية والإنترنت”.

وأفادت التقارير أن عددا من رؤساء المجالس المحلية ونوابهم وموظفين جماعيين قاموا بشراء أحدث طرازات الهواتف الذكية من علامات مثل “آيفون” و“سامسونغ”، بكلفة تراوحت بين 9 آلاف و15 ألف درهم للجهاز الواحد، رغم محدودية ميزانيات بعض الجماعات.

كما امتدت هذه الممارسات إلى اقتناء حواسيب محمولة راقية بأسعار تتراوح بين 4500 و9000 درهم، دون أن تُستخدم فعليا في المهام الإدارية التي خصصت لها، ما اعتبره المفتشون شكلا من سوء تدبير المال العام وتجاوزا لمبدأ الأولويات في الإنفاق المحلي.

وردا على هذه التجاوزات، أصدر وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت دورية جديدة دعا فيها الولاة والعمال والآمرين بالصرف إلى التقيد الصارم بإجراءات ترشيد النفقات، ومنح الأولوية لقطاعات التعليم والصحة والتشغيل ضمن ميزانيات عام 2026، باعتبارها “ركائز التنمية البشرية المستدامة”.

وأكدت الدورية، وفق المصادر ذاتها، أن الوزارة ستتعامل بـ“صرامة وحزم” مع أي حالة إسراف أو سوء تدبير، مشيرة إلى أن الرقابة الإدارية ستُفعّل بشكل أوسع لضمان الانضباط المالي داخل الجماعات الترابية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة رقابية مشددة تنفذها وزارة الداخلية منذ عامين، بعد رصد تزايد حالات الهدر المالي وسوء استعمال الموارد في بعض الجماعات.

وتهدف الإجراءات الجديدة إلى تعزيز الشفافية والمساءلة، خصوصا في ظل دعوات متكررة من الرأي العام لإعادة ترتيب أولويات الإنفاق المحلي بما يخدم التنمية والخدمات الأساسية.

جريمة جديدة تهز المغرب.. مقتل سيدة وإصابة أخرى في هجوم دموي

اقرأ المزيد