05 ديسمبر 2025

زار فريق حقوقي ليبي سجني طرابلس ومعيتيقة لتقييم أوضاع النزلاء بعد حادثة قصف مميت، وأسفر الهجوم عن وفاة سجين وإصابة آخرين، مما أثار مخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، وأكدت الجهات المعنية التزامها بتحسين ظروف الاحتجاز وتعزيز الشفافية.

نفذ فريق مشترك من المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا ولجنة حقوق الإنسان التابعة للمجلس الأعلى للدولة، زيارة ميدانية تفقدية شملت مؤسسة الإصلاح والتأهيل في طرابلس (السجن الرئيسي) وسجن معيتيقة.

وجاءت الزيارة في إطار المتابعة الدورية لأوضاع السجناء، وتقييم ظروف احتجازهم، ومدى توافقها مع المعايير القانونية المحلية والدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان.

أثناء زيارة الفريق لمؤسسة الإصلاح والتأهيل في طرابلس، تم توثيق حادثة القصف العشوائي التي تعرضت لها المؤسسة صباح يوم 14 مايو الجاري، في الساعة 6:45 صباحاً.

وأسفر الهجوم عن مقتل سجين واحد وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى إصابة ثمانية من أفراد الشرطة القضائية بشظايا القصف، فضلاً عن تضرر بعض مرافق السجن.

وصرحت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بأن هذا القصف يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن استهداف المنشآت المدنية، مثل السجون ومراكز الاحتجاز، يُعد خرقاً صارخاً لمبادئ تحييد هذه الأماكن عن النزاعات المسلحة.

في الجزء الثاني من الزيارة، توجه الفريق إلى سجن معيتيقة التابع لجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، حيث أجرى معاينة شاملة شملت مراجعة ملفات النزلاء، بما في ذلك المحكومين والموقوفين في قضايا تتعلق بالإرهاب والتطرف العنيف، من جنسيات ليبية وأجنبية.

وشملت الجولة إجراء مقابلات مع النزلاء، والاطلاع على ظروف احتجازهم، والإجراءات القضائية المتخذة بحقهم، بالإضافة إلى تقييم مدى التزام إدارة السجن بالقوانين النافذة وتوجيهات النيابة العامة.

أكد مسؤولو المؤسستين الزائرتين التزامهما بأحكام القانون رقم (5) لسنة 2005 بشأن مؤسسات الإصلاح والتأهيل، معربين عن استعدادهما الكامل لتنفيذ التوصيات الحقوقية الرامية إلى تحسين ظروف الاحتجاز، وتسوية أوضاع السجناء وفقاً للأحكام القضائية الصادرة بحقهم.

وأشار بيان المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان إلى أن الزيارة لاقت تعاونًا كاملًا من إدارتي السجنين، معتبرة إياها خطوة إيجابية نحو تعزيز الشفافية وحماية حقوق الإنسان داخل مراكز الاحتجاز، بما يتوافق مع مبادئ سيادة القانون وصون الكرامة الإنسانية.

ودعت المؤسسة إلى ضرورة تحييد مؤسسات الإصلاح والتأهيل عن أي صراعات مسلحة، وعدم تعريضها للخطر، نظراً لطابعها السيادي والإنساني.

كما شددت على أهمية تسريع إجراءات عرض الموقوفين على القضاء، وتحسين برامج التأهيل والإدماج، وضمان معاملة النزلاء بإنصاف دون أي تمييز.

وأكدت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان عزمها مواصلة عملها الرقابي باستقلالية تامة، انطلاقاً من رؤية وطنية وإنسانية، وبعيداً عن أي توظيف سياسي، سعياً لتحقيق العدالة وتعزيز أوضاع حقوق الإنسان في السجون الليبية.

مسؤول ليبي سابق: إذا لم تُجر الانتخابات سيكون البديل الفوضى والنهب

اقرأ المزيد