قررت محكمة فرنسية بدء إجراءات تسليم جزائري إلى الولايات المتحدة بتهم احتيال إلكتروني قد تؤدي إلى سجنه لأكثر من 200 عام، ويُتهم سامي د. بسرقة أسماء نطاقات وإعادة بيعها. ويملك حق الطعن بالقرار.
في قرار قضائي مثير للجدل، وافقت محكمة الاستئناف في باريس على الطلب الأمريكي بتسليم المواطن الجزائري سامي د. البالغ من العمر 39 عاماً، الذي تواجهه اتهامات بالاحتيال الإلكتروني قد تؤدي إلى سجنه لمدة تصل إلى 207 سنوات إذا أدين.
ويواجه سامي اتهامات بالاستيلاء على أسماء نطاقات إلكترونية وإعادة بيعها بأسعار مرتفعة تتراوح بين 60 ألفاً ومليوني دولار، بالإضافة إلى اتهامات بانتحال هوية قاضٍ من ولاية فرجينيا الأمريكية، وهي الولاية التي أصدرت مذكرة اعتقاله عام 2021.
ورغم القرار الأولي، فإن المعركة القانونية لم تنته بعد. حيث يحق للمتهم الطعن أمام محكمة النقض الفرنسية، بينما تبقى الكلمة الفصل لرئيس الوزراء الفرنسي في النهاية، ويخضع سامي حالياً للإقامة الجبرية بسوار إلكتروني بعد قضائه عدة أشهر في الحبس الاحتياطي.
وأثارت العقوبات المحتملة جدلاً قانونياً واسعاً، حيث يعاقب القانون الأمريكي كل جريمة احتيال إلكتروني بالسجن حتى 20 عاماً، مما قد يؤدي إلى تراكم العقوبات لما مجموعه 207 سنوات.
وقد ناقشت المحكمة الفرنسية إمكانية تخفيف العقوبات في حال اعتراف المتهم بالذنب، بما في ذلك آلية تخفيض 58 يوماً عن كل سنة سجن، وإمكانية الحصول على عفو رئاسي.
والمتهم الذي كان مقيماً في دبي قبل توقيفه في باريس صيف 2024، يؤكد براءته الكاملة، بينما يشكك محاميه دافيد-أوليفييه كامينسكي في ضمانات العدالة الأمريكية، واصفاً الإجراءات بـ”اليانصيب القضائي”، ومتسائلاً عن إمكانية حصول موكله على عفو من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حال إدانته.
هذه القضية تثير أسئلة عميقة حول التعاون القضائي الدولي وتناسب العقوبات مع طبيعة الجرائم الإلكترونية، في وقت تتصاعد فيه حدة الجدل حول حدود التسليم القضائي بين الدول.
تونس: نسعى لتوسيع الشراكات الإقليمية والدولية وتفعيل التعاون الثلاثي مع ليبيا والجزائر
