05 ديسمبر 2025

كشفت السفارة الفرنسية بالجزائر عن تقليص عدد موظفيها بنسبة الثلث بدءاً من سبتمبر بسبب رفض الجزائر منح تصاريح اعتمادات جديدة، مما يؤثر على خدمات القنصليات ويزيد التوتر بين البلدين.

أعلنت السفارة الفرنسية في الجزائر أن باريس ستقلص عدد موظفيها الدبلوماسيين في بعثاتها بالجزائر بنسبة الثلث بدءاً من الأول من سبتمبر، وذلك بسبب رفض السلطات الجزائرية منح تصاريح اعتماد للموظفين الجدد.

وجاء في بيان نشرته السفارة الفرنسية على منصة “إكس”: “إن وزارة الخارجية الجزائرية لم تستجب هذا العام لمعظم طلبات تأشيرات الاعتماد الخاصة بالموظفين الجدد في السفارة والقنصليات”.

وأوضحت البعثة الدبلوماسية أن هذه الإجراءات ستؤثر على عمل القنصليتين في وهران وعنّابة اللتين ستعملان بكادر محدود، كما حذرت من أن ذلك سيحد من قدرتها في معالجة طلبات التأشيرة للسفر إلى فرنسا وسيقلل من عدد المواعيد المتاحة.

من جهتها، استدعت وزارة الخارجية الجزائرية القائم بالأعمال الفرنسي، ووصفت البيان الفرنسي بأنه “انتهاك خطير للأعراف الدبلوماسية”.

وردّت الوزارة في بيان قائلة: “اعتمدت فرنسا رواية غير صحيحة للأحداث، وتحاول إلقاء اللوم بالكامل على الجزائر… إن رفض اعتماد الدبلوماسيين الفرنسيين من قبل الجزائر ناتج عن معاملة فرنسا بالمثل”.

تعود جذور الأزمة الحالية إلى أوائل أغسطس الجاري، عندما أوقفت فرنسا العمل باتفاقية 2013 الخاصة بإعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة الجزائريين من التأشيرة، وتستعد الجزائر لإلغاء هذه الاتفاقية رسمياً، متهمة باريس بانتهاك الالتزامات.

يأتي هذا التصعيد في إطار تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين، الذي بدأ بعد اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخطة منح الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية.

وقد ردت الجزائر آنذاك بسحب سفيرها من باريس، فردت فرنسا بمنع دخول مسؤولين جزائريين رفيعي المستوى.

لاحقاً، اتهم وزير الداخلية الفرنسي الجزائر بمنح جوازات سفر لمهاجرين غير شرعيين، وقامت فرنسا بتحديد مناطق وصول الدبلوماسيين الجزائريين في المطارات إلى تلك المخصصة للبريد الدبلوماسي فقط، مما دفع الجزائر إلى اتخاذ إجراءات مماثلة رداً على ذلك.

تشكل هذه التطورات أحدث فصل في سلسلة التوترات المتصاعدة بين البلدين، التي تشهد أزمة دبلوماسية غير مسبوقة تهدد بتعطيل الخدمات القنصلية وتؤثر على آلاف المواطنين الراغبين في السفر بين البلدين.

اشتباكات دامية في تشاد تثير شبهات حول تورط أوكراني وفرنسي

اقرأ المزيد