في خطوة رمزية تحمل بعدا تاريخيا، سلمت فرنسا إلى مدغشقر ثلاث جماجم تعود لأفراد من شعب ساكالافا، بينهم ما يعتقد أنه جمجمة الملك طاهر، الذي أُعدم بقطع رأسه على يد القوات الفرنسية عام 1897، إثر مقاومته للغزو الاستعماري.
وجرت عملية التسليم التي اليوم الثلاثاء في باريس، وجاءت بعد أكثر من عشرين عاما من المطالبات المستمرة من سلطات مدغشقر، وتعد أول تطبيق للقانون الفرنسي الصادر عام 2023 بشأن إعادة الرفات البشري المحفوظ في المؤسسات الوطنية.
الجمام التي كانت محفوظة في متحف الإنسان بباريس، وأعيدت رسميا إلى ممثلي الحكومة المالغاشية في حفل رسمي، في خطوة وصفت بأنها محطة أساسية في مسار التصالح مع الماضي الاستعماري للجزيرة، لاسيما بالنسبة لشعب ساكالافا الذي يقطن معظم الساحل الغربي لمدغشقر.
وكان الملك طاهر من أبرز قادة ساكالافا الذين واجهوا الاحتلال الفرنسي في أواخر القرن التاسع عشر. وبعد هزيمته، اعتُقل وأُعدم علنا، لتتحول واقعة قتله إلى رمز للعنف الاستعماري في الجزيرة.
وشعب ساكالافا هو مجموعة إثنية تعيش على الساحل الغربي لمدغشقر، ويقدر عددهم بحوالي مليوني نسمة. ترجع أصولهم إلى مزيج من الأسترونيز والبانتو مع تأثيرات عربية وسواحلية، وأسسوا ممالك قوية في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
ويقوم مجتمعهم على نظام طبقي يضم الأسرة الملكية والنبلاء والعامة والعبيد، وتلعب الطقوس الروحية مثل Tromba وFitampoha دورا محوريا في حياتهم، ويعتمد اقتصادهم على تربية الماشية وصيد الأسماك والزراعة المحدودة والتجارة الساحلية.
80 % من سكان باريس يعيشون في أجواء ملوثة
