يوم الاثنين بدأت محاكمة الجزائري محمد مجدوب، المتهم بتنفيذ تفجير في مدينة ليون الفرنسية عام 2019، والذي أسفر عن إصابة أكثر من عشرة أشخاص.
ويواجه مجدوب تهماً خطيرة، من بينها الشروع في القتل المتصل بالإرهاب، تصنيع عبوة ناسفة، وحيازة مواد متفجرة، وهي تهم قد تؤدي إلى السجن مدى الحياة.
وفي قاعة المحكمة، جلس المتهم صامتاً، رافضاً حتى الإدلاء باسمه، فيما أكدت محاميته أنه اختار عدم التحدث، وقد يخرج عن صمته فقط عند الإدلاء بـ”كلمته الأخيرة” في ختام المحاكمة.
وفي 24 مايو 2019، أي قبل يومين من الانتخابات الأوروبية، وضع مجدوب طرداً مفخخاً أمام مخبز في ليون، ما أدى إلى إصابة أكثر من 10 أشخاص، بينهم طفلة في العاشرة من العمر، واحتوى الطرد على مادة “TATP” شديدة الانفجار، إلى جانب براغ وكرات معدنية، وتم تفجيره عن بعد.
وخلال التحقيقات، أكد المتهم أن هدفه لم يكن القتل، بل “إثارة الذعر”، وأنه كان يسعى إلى “ترهيب الفرنسيين ودفعهم للتصويت لليمين المتطرف”، مما يؤدي وفق منطقه إلى زيادة التوتر مع المسلمين وإشعال “حرب أهلية” في فرنسا.
وتمكنت السلطات من تعقب مجدوب عبر بطارية جهاز التفجير، التي تباع حصرياً على أمازون، حيث قام المحققون بمراجعة سجل الطلبات وتتبع الكاميرات، مما قاد إلى القبض عليه بعد ثلاثة أيام فقط من الهجوم.
وفي السجن، لم يخفِ المتهم ميوله المتطرفة، حيث تباهى أمام السجناء قائلاً: “لو أردت، كان بإمكاني قتل 100 شخص”، كما أكد أنه “إذا خرج اليوم، سينفذ هجوماً غداً”.
وولد مجدوب في الجزائر، وهو حاصل على شهادة في الرياضيات والمعلوماتية، ودخل فرنسا في أغسطس 2017 للانضمام إلى عائلته، لكنه أصبح في وضع غير قانوني بعد رفض طلبه للحصول على تأشيرة دراسية.
وأمام المحققين، أقر بأنه “مسلم ملتزم يطبق القرآن حرفياً”، ووصف نفسه بأنه “جندي للإسلام”، كما اعترف بأنه أمضى وقتاً في السجن مع الإرهابي صلاح عبد السلام، أحد منفذي هجمات باريس 2015، حيث ناقشا “القرآن والأوضاع الجارية”.
وفي استجوابه الأخير عام 2023، صرح قائلاً: “أكره فرنسا بأكملها… إذا أمسكت بفرنسي، سأقطع رأسه إرباً”، مما يعكس إيمانه العميق بالعنف والتطرف.
ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى 7 أبريل، حيث سيتم الاستماع إلى مزيد من الأدلة والشهادات قبل إصدار الحكم النهائي.