05 ديسمبر 2025

نجحت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي بجمع فدية لا تقل عن 50 مليون دولار مقابل إطلاق سراح شيخ إماراتي اختُطف قبل أسبوعين.

وتعتمد الجماعة في إطار سعيها للإطاحة بالمجلس العسكري الحاكم وفرض الشريعة على خطف الأجانب الأثرياء وجمع الأموال لتقويض الاقتصاد المالي وتحقيق أهدافها العسكرية.

وتهدف الجماعة إلى ترسيخ وجودها في مالي وإرغام المستثمرين على الخضوع لتهديداتها، بعد تحذيرها في يونيو الماضي من استهداف أي نشاط تجاري أو صناعي محلي أو مرتبط بالحكومة المالية من دون إذنها.

ومنذ ذلك الحين، نفّذت الجماعة هجمات على ناقلات الوقود والمصانع والمناجم وخطفت عدداً متزايداً من الأجانب، لتعزيز موقفها كأقوى قوة جهادية في المنطقة الممتدة من الساحل إلى المحيط الأطلسي.

وكشف المحلل هيني نسايبة، المتخصص في شؤون غرب إفريقيا لدى منظمة “أكليد”، أن الفترة بين مايو وأكتوبر 2025 شهدت اختطاف نحو 22 أجنبياً، ما يعادل ضعف الرقم القياسي المسجل في 2022. ومن بين الضحايا مواطنون صينيون، هنود، مصريون، إماراتيون، إيرانيون، إضافة إلى صربي وكرواتي بوسني.

وفي العملية الأخيرة، خُطف أحد أفراد أسرة حاكمة في الإمارات كان يعمل في تجارة الذهب قرب العاصمة باماكو، إضافة إلى اثنين من شركائه التجاريين، إيراني وباكستاني.

وتم دفع دفعة أولى قدرها 400 مليون فرنك إفريقي (أكثر من 700 ألف دولار) للحصول على دليل على سلامة الرهائن، قبل أن يتم إطلاق سراحهم نهاية أكتوبر مقابل الفدية الرئيسية.

وأكد المحلل رضا لياموري، من “مركز سياسات الجنوب الجديد”، أن هذه الفدية ستُمكّن الجماعة من الحفاظ على مستوى نشاطها العسكري، بما في ذلك الحصار الاقتصادي على العاصمة باماكو، لفترة طويلة، وتعزز طموحاتها في تأسيس حضور دائم في الساحل وغرب إفريقيا.

وأشار ليام كار، محلل لدى “معهد المشروع الأمريكي”، إلى أن الأموال ستُستخدم لشراء مزيد من الأسلحة والطائرات المسيرة التجارية والمتفجرات، ودفع رواتب المقاتلين.

ويستغل فراغ السلطة الأمنية بعد الانسحاب الفرنسي، وعدم قدرة شركاء المجلس العسكري الجدد، بما في ذلك روسيا، على سد الثغرات، لتمكين الجماعة من زيادة قبضتها على غرب مالي، حيث يتم تعدين نحو 80% من إنتاج الذهب.

وشهدت المنطقة مؤخراً عمليات اختطاف واسعة استهدفت شركات صينية وعمالاً هنوداً ومصريين، مما دفع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لسحب الموظفين غير الأساسيين من البلاد وتحذير مواطنيها من السفر إلى مالي.

ويشكل استهداف الأجانب ضربة مباشرة للاقتصاد المالي، إذ يؤدي إلى هروب الاستثمارات الأجنبية وتقويض أحد المصادر المهمة للعائدات الحكومية، بينما تستمر الجماعة في تعزيز خزينتها الحربية من خلال هذه العمليات.

مالي تعبر عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة “بريكس”

اقرأ المزيد