فجوة مالية بلغت 16.7 مليون يورو بين بيانين ماليين صادرين عن شركة “أولى إنرجي القابضة” – إحدى أكبر أذرع محفظة ليبيا إفريقيا للاستثمار ، أثارت عاصفة من الشكوك بشأن نزاهة التقارير المنشورة وآليات الرقابة الداخلية.
ففي فبراير 2024، أعلنت المحفظة أن الشركة حققت صافي أرباح بلغ 46.5 مليون يورو، في ما وصف حينها بـ”العام الأفضل في تاريخ الشركة”، غير أن بيانا ماليا نهائيا صدر بعد أكثر من عام، في يوليو 2025، كشف عن رقم مختلف تماما: 29.8 مليون يورو فقط.، ورغم ضخامة الفرق، لم تقدم أي توضيحات رسمية تشرح سبب هذا التباين.
وفي تعليقه على هذه الفجوة، قال الصحفي المتخصص محمد القرج إن “غياب التفسير المهني للفارق المالي الكبير يشكل خللاً في آليات الإفصاح، ويهدد مصداقية التقارير المنشورة، خاصة عندما يتعلق الأمر بأموال عامة”.
ولم تتوقف علامات الاستفهام عند أرقام الأرباح؛ فقد رصدت تقارير الشركة تناقضات أخرى في بيانات التشغيل والنمو، حيث أشارت بيانات فبراير 2024 إلى إدارة الشركة لأكثر من 1300 محطة توزيع وقود، ارتفع العدد بشكل مفاجئ إلى 1500 محطة في تقرير يوليو 2025، دون أي توضيح حول أثر هذا التوسع على الأداء المالي.
وشمل التناقض أيضا عدد المطارات التي تزودها الشركة بالوقود، حيث ارتفع الرقم من 50 إلى 55 مطارا، وكذلك عدد مصانع الزيوت التي انخفضت من 8 إلى 7 مصانع بين تقريرين متتاليين، دون تفسير رسمي حول اختفاء أحد المصانع أو إعادة هيكلته.
أما على الصعيد الإداري، فتضمن بيان فبراير إشارات إلى تشكيل لجنة داخلية لمراجعة الأداء، وتغييرات محتملة في مجلس الإدارة، إلا أن البيان الأحدث لم يأتِ على ذكر أيّ من هذه الإجراءات، مما يطرح تساؤلات عن مدى الجدية في تنفيذها.
ويزيد التباين في توصيف الظروف التشغيلية من غموض المشهد؛ فبينما أشار التقرير الأول إلى تحديات أمنية وسياسية في السودان والنيجر أثرت على الأداء، جاء التقرير الثاني ليصف البيئة التشغيلية ذاتها بأنها “مستقرة”، في تناقض يثير القلق حول موثوقية تقييم الواقع الميداني.
الحكومة الليبية تدين تهديدات الميليشيات لقطاع النفط وتدعو لتدخل أممي
