أثار غياب رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس خلال الأيام الماضية تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، لاسيما في ظل تصاعد العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع واستمرار تدفق النازحين من مدينة الفاشر نحو الولاية الشمالية.
وجاء الجدل بعد غياب إدريس عن زيارة حكومية لمدينة الدبة لتفقد أوضاع النازحين، وهي التحركات التي شهدت حضور مسؤولين حكوميين بارزين، فيما غاب رئيس الوزراء رغم حساسية الملف الإنساني في المنطقة.
ورد مكتب إدريس ببيان مقتضب أوضح فيه أن رئيس الوزراء موجود خارج البلاد في إطار مهمة خارجية “محددة مسبقا”، وأن عودته إلى السودان متوقعة مع نهاية الأسبوع، دون الإدلاء بتفاصيل إضافية، وهو ما زاد من مساحة التكهنات عن طبيعة الزيارة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر حكومية أن إدريس توجه إلى سويسرا لعقد اجتماعات مع مبعوثين ومسؤولين أوروبيين لمناقشة تطورات الأزمة السودانية وملف المساعدات الإنسانية، إلى جانب ترتيب شؤون عائلية خاصة.
فيما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن المبعوثة الأوروبية للقرن الإفريقي، أنيت ويبر، نسّقت لقاءات بين إدريس وعدد من المسؤولين الأوروبيين على خلفية وجوده في جنيف، حيث يمتلك منزلاً قضى فيه سنوات عمله السابقة مديراً للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو).
وتزامن الجدل حول غيابه مع دعوات انتقادية في بعض الصحف المحلية طالبت بتوضيح رسمي حول أسباب عدم إعلان المهمة قبل سفره، بينما اعتبرت أطراف من المعارضة أن الشفافية في هذه الفترة الحرجة ضرورة لطمأنة الرأي العام بشأن إدارة الملفين السياسي والإنساني في البلاد.
ويعد إدريس شخصية سياسية معروفة في السودان، سبق أن خاض الانتخابات الرئاسية عام 2010 في مواجهة الرئيس السابق عمر البشير إلى جانب سياسيين بارزين من بينهم الصادق المهدي وياسر عرمان.
السودان.. تراجع حاد في حركة تجارة الوقود بمنطقة تندلتي الحدودية
