الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش دعا مجلس الأمن للعمل الفوري على ثلاثة محاور لمعالجة أزمة الأمن في الساحل الإفريقي، المتفاقمة بسبب الفقر وضعف المؤسسات وتأثيرات تغير المناخ.
وأوضح غوتيريش، خلال جلسة لمجلس الأمن الثلاثاء حول تعزيز السلم والاستقرار في الساحل وغرب إفريقيا، أن المحور الأول يتمثل في تعزيز التعاون الأمني والسياسي بين دول المنطقة، خصوصاً بعد انسحاب بعض الدول من الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).
وأما المحور الثاني، فتركز على الحفاظ على دعم مالي قوي لخطط الاستجابة الإنسانية، مشيراً إلى أن النداءات الإنسانية الستة لعام 2025 في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد، والتي تتطلب تمويلاً بقيمة 4.9 مليارات دولار، ما زالت تعاني من نقص حاد.
وشدد غوتيريش على المحور الثالث، مؤكّداً أن الإرهاب يزدهر في مناطق ضعف العقد الاجتماعي وغياب فرص التعليم والعمل للشباب، ما يستلزم اعتماد استراتيجية تنموية طويلة الأمد لمكافحة هذه الظاهرة.
ونبّه الأمين العام إلى أن العنف وعدم الاستقرار في المنطقة تسبب في نزوح نحو أربعة ملايين شخص عبر مالي وبوركينا فاسو والنيجر والدول المجاورة، وفق مفوضية شؤون اللاجئين، وإغلاق 14 ألف مدرسة وأكثر من 900 منشأة صحية، ما حرَم الملايين من الحصول على الرعاية الحيوية.
وأشار غوتيريش إلى أن الوضع الأمني في الساحل لم يعد تهديداً إقليمياً فحسب، بل أصبح “تهديداً عالمياً متصاعداً”، لافتاً إلى التطورات الأخيرة في مالي، حيث تصاعدت هجمات الجماعات المسلحة وفرضت قيوداً على دخول إمدادات الوقود، محذراً من عواقب وخيمة على السكان الذين يعتمدون بشكل رئيسي على البرامج الأممية.
وأضاف أن المؤشرات العالمية تشير إلى أن 5 من أصل 10 دول الأكثر تضرراً بالإرهاب تقع في منطقة الساحل، حيث تمثل المنطقة نحو 19% من الهجمات المسلحة عالمياً، وأكثر من نصف الضحايا المرتبطين بالإرهاب على الصعيد الدولي.
مذبحة جديدة في النيجر.. عشرات القتلى في هجوم لداعش يستهدف المصلين
