تتواصل عمليات عسكرية منسقة بين النيجر وتشاد لاستهداف معاقل الجماعات المتطرفة في حوض بحيرة تشاد، في وقت ما زال الجدل محتدما حول مصير إبراهيم محمدو، الملقب بـ”باكورا”، أحد أبرز قادة “بوكو حرام”.
وأعلن الجيش النيجري قبل أيام أن “باكورا” قتل في غارة جوية بتاريخ 15 أغسطس الجاري على جزيرة شيلاوا، لكن غياب الأدلة المصورة، إلى جانب تسجيل صوتي منسوب لأحد مقربيه ينفي الرواية ويصفها بـ”الدعاية”، أبقى القضية مفتوحة على احتمالات متعددة.
وتشير مصادر عسكرية إلى أن مقتل “باكورا” – إذا تأكد – سيكون بمثابة ضربة قاصمة للتنظيم، الذي فقد زعيمه السابق أبو بكر شيكاو عام 2021، إذ قاد “باكورا” الجناح الأكثر تشددا الموالي لخط شيكاو، المعروف بالهجمات الانتحارية وعمليات الخطف الجماعي، من بينها اختطاف نحو 300 طالب في ولاية كوريغا النيجيرية عام 2024.
وفي سياق مواز، أعلنت السلطات التشادية القبض على عبد الرحمن يوسف، نجل مؤسس “بوكو حرام” محمد يوسف، برفقة خمسة عناصر آخرين، خلال عملية أمنية استهدفت خلية مرتبطة بتنظيم “داعش” في غرب أفريقيا.
وأظهرت الصور التي نشرتها وسائل إعلام محلية الموقوف الشاب محاطًا بعناصر تكبره سنًا، في مشهد أعاد للأذهان مقتل والده عام 2009 أثناء احتجاز الجيش النيجيري له.
ويرى خبراء في مكافحة الإرهاب أن تضارب الروايات حول مصير “باكورا” يعكس حرص التنظيم على منع انهيار الروح المعنوية لمقاتليه، خصوصا في ظل الضغوط المتصاعدة التي تمارسها القوات الإقليمية على جبهات متعددة، من منطقة الساحل الأفريقي إلى الجنوب الشرقي للنيجر.
وإبراهيم محمدو، المعروف بـ”باكورا دورو” أو “أبو أميمة”، مواليد 1985 في قرية دورون باكا شمال شرق نيجيريا، ويعد أحد أبرز قادة جماعة بوكو حرام.
وبعد انقسام الجماعة عام 2016، قاد الفصيل الموالي لأبي بكر شيخو في منطقة بحيرة تشاد، وتميز بنهج ميداني مباشر في قيادة العمليات.
ولعب دورا بارزا في هجمات دموية شملت قتل وخطف مدنيين وعمليات اغتصاب وتجنيد قسري، ووسع نفوذه بعد مقتل شيخو عام 2021 بتصفية منافسيه وتولي قيادة بقايا التنظيم، وخاض معارك كبرى بين 2022 و2023، مركزا على الصراع المحلي أكثر من الارتباط بالتنظيمات العالمية.
تعاون جزائري – نيجيري في مجال الطاقة
