05 ديسمبر 2025

الضربات الجوية التي نفذتها طائرات مسيّرة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية الليبية، أثارت موجة غضب شعبي وحقوقي واسع في غرب البلاد، بعد أن طالت منازل مدنيين وأسفرت عن سقوط ضحايا ودمار في مناطق سكنية.

وأعلنت وزارة الدفاع في الحكومة عبر منصاتها الرسمية تنفيذ ما وصفتها بـ”ضربات جوية دقيقة” استهدفت “أوكار الجريمة”، لا سيما في مدينتي الزاوية وصبراتة، مشيرة إلى أن العمليات موجّهة ضد عناصر متورطة في تهريب البشر والمخدرات، ومحذّرة المدنيين من الاقتراب من تلك المواقع.

ورغم تأكيد الوزارة أن سلامة المدنيين على رأس أولوياتها، إلا أن الهجمات الجوية خلّفت دماراً في أحياء سكنية، حيث أصيب طفل بجروح خطيرة ودُمرت ورشة ومنزل في منطقتي صبراتة وإسبان، وفقاً لما وثقته المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان.

وفي بيان شديد اللهجة، عبّر أهالي الزاوية عن رفضهم الكامل للهجمات الجوية التي طالت منازلهم، معتبرين أن الحكومة أبدت استهتاراً بأرواح الليبيين وممتلكاتهم، مطالبين بوقف هذه العمليات فوراً ومحاسبة المسؤولين عنها.

ومن جانبها، قالت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، في بيان صادر عن قسم تقصي الحقائق، إن الغارات التي استهدفت مناطق مدنية دون تمييز أو مراعاة لمبدأ التناسب تشكل خرقاً واضحاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ويمكن أن ترقى إلى “جرائم حرب”، داعية إلى وقف فوري للضربات وضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية وفق التزامات ليبيا الدولية.

وفي تطور لافت، أعلنت 42 بلدية من غرب ليبيا والجبل الغربي رفضها المطلق لاستمرار عمليات القصف الجوي، ووصفتها بـ”تعدٍّ صارخ على حياة المواطنين والسيادة الليبية”، محمّلة حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية مسؤولية ما وصفته بـ”استخدام الطيران المسيّر في استهداف مناطق سكنية”.

وطالبت البلديات بوقف تحليق الطائرات المسيّرة ووقف أي دعم عسكري يُقدَّم للجماعات المسلحة الموالية لحكومة عبد الحميد الدبيبة، التي اتُّهمت بتقويض الاستقرار وتعريض أمن المواطنين للخطر.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تحاول فيه أطراف محلية ودولية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، في ظل توترات أمنية متزايدة وغياب آلية فعالة لمساءلة منتهكي حقوق الإنسان أو ممارسي العنف المسلح ضد المدنيين.

موسكو تصعّد لهجتها ضد الدبيبة: اتهامات بدعم الإرهاب وصمت ليبي مريب

اقرأ المزيد