05 ديسمبر 2025

قابس تشهد أزمة صحية بعد إصابة عشرات التلاميذ بضيق تنفس جراء تلوث مصانع الأسمدة، وسط غضب الأهالي من تأخر نقل الأطفال للعلاج بالعاصمة، وبدوره وصف الرئيس سعيد الوضع بـ”جريمة بيئية” والمجتمع المدني يحذر من خطر وجودي.

 أثار التأخر في توفير الرعاية الصحية اللازمة لضحايا التلوث الناجم عن مصانع الأسمدة في ولاية قابس (جنوب شرقي تونس)، غضباً عارماً بين الأهالي، الذين يطالبون بنقل أبنائهم المصابين بأعراض تنفسية حادة إلى مستشفيات العاصمة لتلقي علاج أفضل.

وكانت وحدات الدفاع المدني التونسي قد نقلت أوائل الأسبوع الجاري نحو 40 تلميذاً من مدرسة ابتدائية في حي شطء السلام بمدينة قابس إلى الوحدات الصحية، بعد إصابتهم بدوخة وضيق حاد في التنفس وعجز عن الحركة، مما استدعى إبقاء عدد منهم تحت المراقبة الطبية، كما حضرت فرق طبية متخصصة من ولاية صفاقس المجاورة للمساعدة.

ولكن، وفقاً لناشطين في حراك “ستوب بولوشن” (أوقفوا التلوث)، تراجعت السلطات الصحية المحلية عن التزامها السابق بنقل جميع الأطفال المصابين – والبالغ عددهم 14 طفلاً – دفعة واحدة إلى مستشفى الرابطة في تونس العاصمة، وقررت بدلاً من ذلك نقلهم على ثلاث دفعات تمتد حتى 13 أكتوبر الجاري.

ونقل عن الناشط خير الدين دبية قوله: “كان من المفترض نقل الأطفال أمس الثلاثاء بعد توفير ثلاث مركبات إسعاف وحافلة لذويهم”، معرباً عن رفض الأهالي لهذا التراجع ومخاوفهم من مضاعفات صحية قد تمنع أبناءهم من العودة إلى مدارسهم، كما أكد على المعاناة النفسية الصعبة التي تتفاقم بسبب هذا التأجيل.

في سياق متصل، وصف الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال لقاء مع عدد من الوزراء الثلاثاء، الوضع البيئي في قابس بأنه “جريمة” بسبب تركيز المصانع الكيميائية هناك منذ عقود.

وأشار سعيد إلى أن “هذه المصانع قضت على البيئة وسببت انتشار أمراض السرطان والمعاناة”، معترفاً بأن “حالات التسمم والاختناق الأخيرة هي نتيجة لهذه الخيارات الخاطئة”، ودعا إلى “توفير الإمكانات لتجنب تكرار such الحوادث ووضع آليات عاجلة لإنقاذ المدينة”.

من جهته، طالب الناشط المدني صابر عمار، بالكشف عن طبيعة الانبعاثات الغازية الخطرة المتسربة من المصانع، محذراً من أن “أي تأخير في العلاج يعرض حياة المصابين، خاصة الأطفال، للخطر”.

بدوره، حذر المجلس المحلي لمدينة قابس من أن الوحدات الصناعية الملوثة “لم تعد مصدر غازات خانقة فحسب، بل تحولت إلى خطر مباشر على الحياة قد يؤدي إلى الشلل أو الوفاة”، داعياً في بيان عاجل إلى “إيقاف هذه الوحدات فوراً والشروع في برنامج تأهيل شامل”، مؤكداً أنها استنفذت عمرها الافتراضي وأصبحت تشكل تهديداً وجودياً للسكان.

تونس.. البرلمان يجرد المحكمة الإدارية من سلطتها على الانتخابات

اقرأ المزيد