أثار قرار الحكومة السودانية إصدار أوراق نقدية جديدة دون اتخاذ تدابير مناسبة غضب السودانيين، حيث اعتبروا أنه يفاقم الأزمة المعيشية والإنسانية. وفي حين تظاهر البعض رفضاً للقرار، وبدورها بررت الحكومة خطوتها بمحاولة تعزيز الودائع المصرفية
وانتقد السودانيون بشدة قرار حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بإصدار أوراق نقدية جديدة وإلزام السكان بإيداع الأموال القديمة في المصارف دون توفير إجراءات كافية وفترة زمنية مناسبة، مما يزيد من تفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة، حيث شهدت المدينة احتجاجات واسعة ضد القرار والمطالبة بتمديد فترة استبدال الأوراق النقدية.
وبررت الحكومة هذا القرار برغبتها في زيادة جلب الأموال إلى النظام المصرفي والحد من تدفقات الموارد المالية لقوات الدعم السريع، بينما يعتبر البعض أن الهدف الحقيقي هو تعزيز موارد الحرب ودعم الجيش السوداني.
وأكد وزير المالية جبريل إبراهيم أن هذه الخطوة ساعدت في زيادة الودائع المصرفية، إلا أنها حجبت ملايين السكان عن النظام المالي.
أدى الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تدمير الاقتصاد السوداني، حيث فقدت العملة ثلاثة أرباع قيمتها ويواجه نصف السكان خطر الجوع.
ويختلف هذا الإجراء عن عمليات تبادل العملات السابقة، إذ يتطلب الآن إيداع الأموال القديمة في البنوك قبل السماح بسحب مبالغ محددة يومياً، ما ساهم في إدخال الأموال للنظام المصرفي.
صرّح جبريل إبراهيم بأن المبادرة تهدف لجعل الأموال المنهوبة بلا قيمة، مؤكداً استفادة النظام المصرفي منها لدعم المشروعات المختلفة، بما في ذلك الجهود الحربية.
تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه الحكومة لتوفير الرواتب والسلع الأساسية من خلال إصدار أوراق نقدية جديدة.
ويرى منتقدون أن القرار يقصي العديد من السكان، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مما يؤثر على مدخراتهم ويقسم البلاد فعلياً.
وفي المقابل، تعتمد بعض المناطق على استخدام العملات القديمة والتحويلات الإلكترونية والدولار الأمريكي وحتى الريال التشادي.
حتى في بورتسودان، واجهت الأوراق الجديدة معارضة بسبب نقص الوثائق الرسمية اللازمة لفتح الحسابات المصرفية وغياب الهواتف الذكية لإجراء التحويلات النقدية.
وأفاد بائع السمك علي منيب بأن نظام الأوراق الجديد قد يجعله غير قادر على الوصول إلى أمواله بسهولة، مما يهدد سبل عيشه اليومية.
عودة جزئية للنازحين السودانيين من مصر بعد تقدم الجيش السوداني في الخرطوم