انتشر فيديو لعناصر شرطة ليبية يحققون مع تونسي مسن بمهانة، مما أثار غضب التونسيين، وزاد الفيديو من التوتر بين الدولتين بسبب التهريب على الحدود في ظل حملة ليبية مشددة لمكافحته.
في ظل حملة صارمة أطلقتها السلطات الليبية لمكافحة التهريب عبر الحدود، انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثيراً غضباً واسعاً بين التونسيين.
يظهر الفيديو مجموعة من عناصر الشرطة الليبية المكلفة بتأمين معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، وهم يتعاملون مع رجل تونسي مسن متهم بالتهريب بطريقة وُصفت بالمذلة والمهينة.
أثارت طريقة التعامل هذه استياء وغضباً في تونس بعد تصوير ونشر عملية التوقيف على صفحات رسمية في مواقع التواصل الاجتماعي.
ظهر الرجل وهو يخضع للتحقيق بينما يتلقى شتائم وإهانات من قبل رجال الشرطة لاتهامه بالتهريب بعد ضبط إطار سيارة بحوزته.
وصف الإعلامي التونسي سمير الوافي الفيديو بأنه “مؤسف”، منتقداً عرض المواطن التونسي وكأنه مجرم خطير، كما عبّر عن انزعاجه من الأسلوب الفجّ الذي خاطبه به عنصر الأمن.
من جهته، كتب مدوّن تونسي آخر مشدداً على دعم جهود الأمن الليبي ضد التهريب، خاصة باستخدام السيارات القديمة المعدّة لذلك، التي تشكل خطراً على الجانبين.
لكنه رفض الإساءة والمبالغة في بعض الفيديوهات التي قد تعطي انطباعاً خاطئاً بأن عمليات التهريب تضر بالاقتصاد الليبي بشكل كبير.
وأشار إلى أن تصوير الموقوفين والتشهير بهم يخالف الأعراف القانونية المتبعة في ليبيا وعالمياً، مؤكداً أن مثل هذه التصرفات تمس بالعلاقات الثنائية بين الدولتين.
جدير بالذكر أنه في الأسبوع السابق، اعتقلت الأجهزة الأمنية الليبية أكثر من 30 تونسياً وحجزت عشرات السيارات بتهمة تهريب السلع والوقود من ليبيا بشكل غير قانوني، وذلك كرد فعل على سجن شاب ليبي في تونس بتهمة تهريب مواد غذائية مدعومة، في خطوة تأتي ضمن سياسة “المعاملة بالمثل”.
يُذكر أن العديد من المناطق الحدودية بين البلدين تعتمد على الأنشطة التجارية غير الرسمية كمصدر رئيسي للدخل، مما يسبب جدلاً واسعاً حول أي إجراءات أمنية صارمة محتملة.