20 ديسمبر 2025

صحيفة غارديان تكشف تورط شركات بريطانية في تجنيد مئات المرتزقة الكولومبيين للقتال مع قوات الدعم السريع في السودان المتهمة بجرائم حرب وإبادة جماعية.

وربط التحقيق شقة سكنية متواضعة في شمال لندن بشبكة دولية لتجنيد المرتزقة، يديرها أشخاص فرضت عليهم الولايات المتحدة عقوبات بسبب دورهم في تأجيج الصراع في السودان.

وأشار التحقيق إلى أن الشقة المكونة من غرفة نوم واحدة في شارع كريتون شمال لندن تعد مقراً لشبكة عابرة للحدود، تعمل عبر شركات متورطة في توظيف المرتزقة للقتال إلى جانب قوات شبه عسكرية ارتكبت العديد من جرائم الحرب والإبادة الجماعية.

وأشار التحقيق إلى مشاركة المرتزقة الكولومبيين بشكل مباشر في الهجوم على مدينة الفاشر بإقليم دارفور أواخر أكتوبر الماضي، حيث أسفر الهجوم عن سقوط آلاف الضحايا، وترافق مع اتهامات باغتصابات جماعية وعمليات قتل ممنهجة استهدفت المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال.

كما قام هؤلاء المرتزقة بتشغيل الطائرات المسيرة وتدريب المقاتلين، بما في ذلك أطفال، ولعبوا دوراً حاسماً في العمليات العسكرية في الفاشر وإقليم كردفان المتاخم لدارفور.

ولفت التحقيق إلى أن الشركة المحورية في القضية، المسماة “زيوس غلوبال”، مسجلة في شمال لندن برأسمال محدود، ومؤسسوها مواطنان كولومبيان يقيمان في المملكة المتحدة، وقد فرضت عليهما وزارة الخزانة الأمريكية مؤخراً عقوبات بتهمة توظيف المرتزقة للقتال لصالح قوات الدعم السريع.

ورغم العقوبات، لا تزال الشركة نشطة بعد تغيير عنوانها إلى قلب لندن، مستخدمة عناوين مرتبطة بفنادق فاخرة نفت أي علاقة لها بالشركة، ما أثار تساؤلات حول الرقابة والشفافية في تسجيل الشركات البريطانية.

وأعرب خبراء في شؤون السودان والأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء قدرة أشخاص خاضعين لعقوبات دولية على تأسيس شركات في بريطانيا واستخدامها كواجهة لأنشطة خطيرة، مؤكدين أن سهولة تسجيل الشركات في المملكة المتحدة جعلتها تاريخياً أداة تُستغل في صفقات أسلحة ودعم عسكري لجهات محظورة عالمياً.

ومن جانبها، أكدت الحكومة البريطانية أنها اتخذت مؤخراً إجراءات أكثر صرامة للتحقق من هويات مديري الشركات، وفرضت عقوبات على قيادات في قوات الدعم السريع، داعية إلى وقف الفظائع فوراً، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان.

رئيس حركة تحرير السودان يدعو لخروج الأطراف المتنازعة من الفاشر

اقرأ المزيد