عادت نحو 1.2 مليون شخص إلى مناطقهم الأصلية في السودان بين ديسمبر 2024 ومايو 2025، بعد استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم، وتعاني العائدون من ظروف معيشية صعبة وغياب الخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناتهم.
تشير أحدث تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى عودة نحو 1.2 مليون شخص إلى مناطقهم الأصلية في السودان خلال الفترة من ديسمبر 2024 إلى مايو 2025، وذلك بعد إعلان الجيش السوداني استعادة سيطرته على العاصمة الخرطوم من قوات الدعم السريع.
وعاد عدد كبير من السكان إلى أحياء العاصمة رغم الظروف المعيشية الصعبة والغياب شبه الكامل للخدمات الأساسية، حيث وجد الكثيرون منازلهم مدمرة ومحروقة، كما هو الحال مع عفاف الطيب التي عادت إلى منزلها في حي القوز بعد أكثر من عامين من النزوح المتكرر.
وقالت الطيب لوكالة “أسوشيتد برس” إنها وجدت منزلها محروقاً وبلا نوافذ، وفقدت جميع ممتلكاتها بما في ذلك الصور العائلية والذهب الذي كانت قد دفنته تحت الأرض، مضيفة: “لقد فقدنا كثيراً من ذكرياتنا”.
ويذكر أن الطيب وابنها محمد الخضر نزحا أربع مرات منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، متنقلين بين منطقة الهلالية في الجزيرة، وشرق الخرطوم، وشندي، وأم درمان، قبل العودة أخيراً إلى القوز بعد انسحاب قوات الدعم السريع من الحي.
وتشير بيانات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا داخلياً وخارجياً منذ بدء الصراع، بينهم 3.2 مليون لجأوا إلى دول مجاورة، فيما بلغ عدد القتلى أكثر من 40 ألفاً، مع تفشي الأمراض والمجاعة.
وكانت الخرطوم مركز المواجهات الرئيسية في بداية الحرب، حيث تعرضت البنية التحتية فيها لتدمير واسع النطاق.
وفقاً لمنظمة “أكليد” المتخصصة في رصد النزاعات، تضررت أكثر من 60 منشأة لتوليد الكهرباء والمياه في المدينة جزئياً أو كلياً، منها 16 كانت تخدم أحياء العاصمة.
وتقدّر السلطات السودانية تكلفة إعادة إعمار الخرطوم بمليارات الدولارات. في حي القوز، لا تزال الكهرباء والمياه غير متوفرتين، ويعتمد السكان على الألواح الشمسية ومياه الشرب المعبأة التي تُباع بأسعار مرتفعة، بالإضافة إلى معاناة العائدين من نقص الرعاية الصحية وغياب الخدمات البلدية.
وفي ظل غياب التدخل الرسمي، برزت مبادرات ذاتية من قبل مجموعات الشباب لتنظيف الشوارع والأحياء، حيث ظهرت لقطات تُظهر متطوعين يزيلون الرماد والأنقاض من أمام المنازل والنادي الاجتماعي في القوز، في محاولة لإعادة الحياة إلى الحي الذي دمرته الحرب.
عداء سوداني يتعرض للسرقة خلال تحضيراته للمشاركة في أولمبياد باريس
