23 مارس 2025

الشركة السودانية للموارد المعدنية تعلن عن عودة أكثر من 65 شركة أجنبية لاستئناف أنشطتها في قطاع التعدين بعد مغادرتها بسبب الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023.

وجاءت هذه العودة بعد اجتماعات مكثفة عُقدت خارج السودان بهدف إعادة ثقة المستثمرين الأجانب في قطاع التعدين.

ووفقاً لمدير إدارة التخطيط بالشركة السودانية للموارد المعدنية، الصادق الحاج طه، فإن إنتاج السودان من الذهب في عام 2024 بلغ 64 طناً، تم تصدير 31 طناً منها بقيمة 1.55 مليار دولار.

وخلال يناير وفبراير من عام 2025، وصل الإنتاج إلى 13 طناً، وهو ما يعكس استمرار النشاط في القطاع رغم التحديات.

وأضاف الصادق أن الشركات التي عادت إلى السودان تشمل 9 شركات تعمل في مجال التعدين الصغير، وأكثر من 55 شركة تعمل بصيغة الامتياز، مشيراً إلى أن عودة هذه الشركات تأتي في ظل جهود حكومية مكثفة لطمأنة المستثمرين وتوفير الظروف الملائمة لاستمرار عمليات التعدين.

وأوضح الصادق أن الخسائر التي تكبدها قطاع التعدين خلال الحرب بلغت نحو 100 مليون دولار، بالإضافة إلى أزمات السيولة النقدية والوقود التي أثرت على عمليات الإنتاج خلال الأشهر الأولى من النزاع.

ومع ذلك، تمكنت الحكومة من معالجة بعض هذه المشكلات عبر التنسيق مع حكومات الولايات وإدارة البترول، ما ساعد على تعزيز القدرة الإنتاجية للذهب ورفع عائداته، خاصة مع تزايد الاستثمارات المحلية في مجال التعدين التقليدي، حيث توجهت رؤوس الأموال الوطنية إلى هذا القطاع كبديل للاستثمارات المتعثرة في مجالات أخرى.

وفي ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، زادت عمليات تهريب الذهب، وهو ما أكده وزير المالية جبريل إبراهيم، حيث كشف عن فقدان 2700 كيلوغرام من الذهب خلال النزاع.

ومع ذلك، طمأن إبراهيم بأن احتياطي الذهب لا يزال آمناً، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على ضبط عمليات التهريب وتعزيز الرقابة على الإنتاج والتصدير.

ورغم الوضع الأمني المتأزم، يبدو أن قطاع التعدين في السودان يسير نحو التعافي، مستفيداً من عودة الشركات الأجنبية وزيادة الاستثمارات المحلية، ومع استمرار الجهود الحكومية في تحسين بيئة الاستثمار، قد يكون قطاع الذهب أحد أهم الركائز لإنعاش الاقتصاد السوداني في المرحلة المقبلة.

اقرأ المزيد