عودة هشام المشيشي إلى الظهور الإعلامي أثارت جدلاً في تونس، إذ وجّه انتقادات للأوضاع السياسية معتبراً أن المعارضة مضطهدة، ورأى محللون أن ظهوره محاولة للعودة للمشهد مستغلاً تراجع شعبية قيس سعيد، لكن حظوظه تبقى ضعيفة بسبب إقامته خارج البلاد وغياب قاعدة شعبية تدعمه.
أعاد الظهور الإعلامي المفاجئ لرئيس الحكومة التونسية السابق هشام المشيشي، من خلال مقابلات مع صحف دولية بينها لوموند الفرنسية، طرح تساؤلات واسعة في تونس حول خلفيات هذا الظهور وتوقيته، في ظل الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.
ووجّه المشيشي انتقادات حادة للوضع الراهن، معتبراً أن تونس تمرّ بظرف “صعب”، وأن المعارضة “إما مضطهدة أو في السجون”، وفق تعبيره. ويأتي هذا رغم صمته الطويل منذ إقالته عام 2021 ومغادرته البلاد، ما جعل تصريحاته الأخيرة محط جدل سياسي وإعلامي.
وقال المحلل السياسي فريد العليبي إن المشيشي “أساء تقدير موازين القوى” حين كان في الحكم، معتقداً أن تحالفه مع حركة النهضة سيضمن بقاءه، مشيراً إلى أن قراءته الخاطئة للوضع السياسي أفقدته منصبه ودفعت به إلى العزلة السياسية.
وأضاف أن المشيشي يبدو مقتنعاً بأن شعبية الرئيس قيس سعيد تتراجع بسبب الأزمة الاقتصادية، ما قد يشكل فرصة لعودته إلى المشهد.
وأكد العليبي أن ظهور المشيشي ليس مجرد قرار فردي، بل نتيجة تقديرات داخلية وخارجية تدفع نحو إعادة طرح شخصيات بارزة من مرحلة ما قبل 2021 في المشهد، لإيصال رسالة بأن حقبة سعيد قد تصل إلى نهايتها وأن بعض المسؤولين السابقين قد يعودون للمقدمة.
من جهته، اعتبر المحلل محمد صالح العبيدي أن توقيت تصريحات المشيشي “محسوب بدقة”، خاصة مع صدور أحكام في قضية التآمر على أمن الدولة، مرجحاً أن المشيشي يسعى لتقديم نفسه بديلاً للمعارضة.
لكنه رأى أن حظوظه ضعيفة، نظراً لإقامته في الخارج وصعوبة قيادة معارضة عن بُعد، إضافة إلى غياب قاعدة سياسية أو شعبية داعمة له.
ويستمر الجدل في تونس حول الدور السياسي المحتمل للمشيشي، بين من يعتبر عودته جزءاً من إعادة تشكيل المشهد، ومن يرى أنه سيظل بعيداً عن التأثير الحقيقي بسبب محدودية حاضنته السياسية.
تزايد الاعتماد العربي على المنتجات النفطية الروسية رغم العقوبات الدولية
