يتجه المشهد السياسي الجزائري لانتخابات تشريعية تنافسية مطلع 2024، بعودة أحزاب يسارية وعلمانية قاطعت سابقاً، وأعلن حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” (الموالاة) استعداده وتوقع منافسة شرسة وتغيراً في الخارطة النيابية،وأكدت حركة مجتمع السلم (المعارضة) جاهزيتها وحثت جميع الأحزاب على التنافس.
تتحضر المشهد السياسي الجزائري لاستحقاق تشريعي متوقع مطلع العام المقبل 2024، وسط مؤشرات على منافسة أوسع مع عودة أحزاب يسارية وعلمانية كانت قد قاطعت المسار السياسي السابق، مما يعد بتغيير محتمل في الخارطة النيابية.
وأكد محمد الطويل، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي (ثاني أكبر أحزاب الموالاة)، أن حزبه “جاهز لخوض غمار التشريعيات” بعد مؤتمره السابع الذي وصفه بـ”الطفرة النوعية”.
وأشار الطويل إلى أن الحزب يشهد عملية إعادة هيكلة محلية ويوسع مشاركة الشباب والمرأة استعداداً للانتخابات.
وتوقع الطويل مشاركة انتخابية “أقوى” مقارنة بالاستحقاقات السابقة، بسبب “منافسة شرسة” مع دخول تشكيلات سياسية جديدة ذات وزن لم تشارك من قبل، وإصدار قانون انتخابي جديد.
واعتبر أن هذه العوامل ستؤدي إلى “تغير في الخارطة النيابية نوعاً ما”، رغم توقعه أن “التشكيلات الكبيرة ستحافظ على حظوظها”.
ومن جانب المعارضة، قال أحمد صادوق، النائب عن حركة مجتمع السلم (حمس)، أن الحركة “مرتبة ومتجهزة للاستحقاقات المقبلة”، مؤكداً أنها “الحزب الوحيد الذي يشتغل باستمرار خلال الانتخابات أو خارجها” عبر هياكل دائمة تعمل طوال العام.
وشدد صادوق على أهمية الانتخابات المقبلة التي “تأتي في سياقات جديدة دولياً ومحلياً”، داعياً جميع الأحزاب بما فيها تلك التي قاطعت سابقاً إلى “المشاركة والتنافس بجدية”، وأضاف: “آن الأوان أن يبين الذين بقوا ينتقدون من خارج المشهد السياسي ما لديهم من جهود وبدائل”.
وأعرب صادوق عن خشيته من “عزوف متزايد” للناخبين بسبب “خيبة الأمل في الوعود” الحكومية والمعاناة من “القدرة الشرائية والتضخم”، معتبراً أن ذلك قد يعبر عنه المواطن بالمقاطعة، لكنه ناشد الناخبين عدم إفساح “المجال للرداءة للتمدد” والمشاركة لاختيار “المناسب في مكانه المناسب”.
يأتي هذا التحضير في ظل عودة أحزاب يسارية وعلمانية للمشاركة بعد مقاطعة طويلة، مما يعد بإثراء المنافسة وخلق ديناميكية جديدة في المشهد السياسي الجزائري الذي يشهد أول انتخابات تشريعية كبرى في هذا السياق المتجدد.
الجزائر وروسيا تستعرضان تطوير التعاون العسكري والتقني الاستراتيجي
