مع استمرار الحرب المدمرة في السودان منذ أكثر من عام ونصف، تعيش النساء السودانيات مأساة مضاعفة بفعل جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي الناتجة عن الانفلات الأمني.
وقد وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، هذا الوضع بأنه “وباء عنف جنسي” متفش وغير مقبول، خلال زيارته إلى البلاد.
وفي تصريح مؤثر أدلى به أثناء زيارته الأولى إلى مدينة بورتسودان، قال فليتشر: “أشعر بالخجل لأننا لم نتمكن من حمايتكنّ، وأشعر بالخجل من أمثالي الرجال بسبب ما فعلوه”، مشدداً على ضرورة اتخاذ العالم خطوات ملموسة لحماية النساء السودانيات.
وخلال فعالية في إحدى مدارس بورتسودان بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أكد فليتشر أن العنف الجنسي أصبح “منهجياً” في السودان، مشيراً إلى تقرير أممي صدر مؤخراً يفيد بأن قوات الدعم السريع ارتكبت غالبية جرائم الاغتصاب الموثقة.
وبدورها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق، برئاسة محمد شاندي عثمان، عن صدمتها إزاء النطاق الواسع للعنف الجنسي الذي تم توثيقه، مؤكدة أن المدنيين، وخاصة النساء والفتيات، يواجهون أوضاعاً مروعة تتطلب تدخلاً عاجلاً.
وأشار عثمان إلى أن النساء والفتيات يتعرضن للاختطاف والاستعباد الجنسي، مضيفاً: “لا يوجد مكان آمن في السودان الآن”.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى وأكثر من 11 مليون نازح، في وقت وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة”، كما يواجه نحو 26 مليون شخص خطر المجاعة الجماعية، وسط اتهامات متبادلة بين طرفي النزاع باستخدام الجوع سلاحاً في الحرب.
وتأتي هذه التقارير في ظل تفاقم معاناة السودانيين، ودعوات متزايدة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وتقديم الحماية والمساعدات العاجلة للمدنيين، خصوصاً النساء والأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب الطاحنة.
مصادر تتحدث عن لقاء بين البرهان وحميدتي لبحث وقف الحرب