05 ديسمبر 2025

في تحرك ميداني واسع، أطلق الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عملية عسكرية موسّعة في الجنوب الغربي من البلاد، تستهدف تأمين الحدود المشتركة مع تشاد.

وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد التهديدات الأمنية والأنشطة غير المشروعة في المنطقة، مثل تهريب الوقود والمخدرات، والهجرة غير النظامية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود.

وذكرت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش أن القوات الليبية تمكّنت، خلال العملية، من السيطرة على عدد من معاقل المعارضة التشادية في التلال الغربية من سلسلة جبال تيبستي، وذلك عقب اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل عدد من عناصر المعارضة، وتدمير مواقع عسكرية ومعسكرات وآليات، إضافة إلى ضبط مراكز اتصالات ومواقع كانت تُستخدم في عمليات تعدين الذهب غير المشروعة.

وأوضحت الشعبة أن العملية تأتي ضمن خطة عسكرية محكمة تشرف عليها غرفة عمليات الجنوب، وتشارك فيها الكتيبة 676 مشاة، تنفيذاً لتعليمات القائد العام للجيش الليبي.

وأكدت شعبة الإعلام الحربي أن العملية تندرج في إطار جهود مكافحة الإرهاب والتهريب بكافة أشكاله، والتصدي لأي تهديد قد يطال الأمن القومي الليبي، مشيرة إلى أن المناطق الحدودية الجنوبية شكّلت خلال السنوات الماضية ملاذاً للجماعات المسلحة والمتمردين المعادين لكل من ليبيا وتشاد، ومركزاً لوجستياً لأنشطتهم.

وفي سياق متصل، نعى رئيس أركان القوات البرية بالجيش الليبي اثنين من الجنود الذين سقطوا خلال تنفيذ المهام القتالية في هذه العملية، مؤكداً استمرار الجهود حتى تأمين كامل الشريط الحدودي.

ومن جهتها، نفت المعارضة التشادية أي مسؤولية عن الاشتباكات، حيث نقلت وكالة “نوفا” الإيطالية عن القيادي بجبهة المعارضة محمد جاكو تأكيده أن حركتهم لم تهاجم أي تمركزات ليبية، وأن عناصرها لا تنشط داخل الأراضي الليبية.

كما أصدرت “حركة – جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد” بياناً أكدت فيه أن المجموعة التي اشتبكت مع القوات الليبية لا تنتمي لها، معتبرة أن الحادث يمثل “عملاً فردياً” لا علاقة له بالجبهة من الناحية التنظيمية أو السياسية.

وأوضحت الحركة أن ما حدث يُعدّ خروجاً عن الانضباط الوطني الذي تلتزم به المعارضة التشادية الحقيقية، ويضر بصورتها كقوة سياسية تعمل داخل تشاد، ولا تتدخل في النزاعات الإقليمية.

ويأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه السلطات الليبية إلى تعزيز السيطرة الأمنية على مناطق الجنوب، التي طالما اعتُبرت نقطة ضعف أمام الجماعات المسلحة وشبكات التهريب العابر للحدود، في ظل تداخل التحديات الأمنية والاقتصادية والجغرافية التي تشهدها المنطقة.

انحسار النفوذ الفرنسي في تشاد: عصر جديد من الاستقلال وسط التوترات الإقليمية

اقرأ المزيد