نفذت وحدات من الجيش المالي عملية عسكرية وصفت بالناجحة في غرب البلاد، أسفرت عن تفكيك قاعدة تابعة لجماعات مسلحة ومقتل عدد من عناصرها، في إطار تصعيد أمني يستهدف تحجيم نشاط التنظيمات المتطرفة قرب الحدود الموريتانية.
وأفادت مصادر أمنية بأن العملية جرت في 19 ديسمبر الجاري، واستهدفت محيط غاديابا كادييل التابعة لدائرة نيورو غرب مالي، قرب الحدود مع موريتانيا، حيث شاركت فيها وحدات من الفوج المدرع الـ42، وأسفرت العملية عن مقتل 15 مسلحا وتوقيف عشرات المشتبه بهم، إلى جانب مصادرة 32 دراجة نارية وكميات من الأسلحة والعتاد العسكري.
وبحسب المعلومات المتوافرة، استخدمت القاعدة التي جرى تدميرها كمركز تجمع وانطلاق لتنفيذ هجمات مسلحة، فضلا عن دورها في تسهيل عمليات التهريب عبر الشريط الحدودي الغربي، ما يجعلها نقطة ارتكاز مهمة للجماعات المسلحة في المنطقة.
وتأتي هذه العملية في سياق تشديد الضغط العسكري على الجماعات المتطرفة التي تنشط في غرب مالي، خصوصا مع تصاعد المخاوف من تمددها عبر الحدود واستغلالها هشاشة الأوضاع الأمنية في المناطق الريفية والنائية.
ويعد إقليم نيورو من المناطق الحساسة أمنيا، بحكم قربه من موريتانيا ومسارات العبور غير النظامية التي تستخدمها الجماعات المسلحة.
ولم تصدر هيئة الأركان العامة للجيش المالي حتى الآن بيانا رسميا يؤكد تفاصيل العملية، فيما أكدت المصادر الأمنية أن عمليات التمشيط والتأمين لا تزال متواصلة في محيط المنطقة، تحسبا لأي تحركات مضادة أو محاولات لإعادة التموضع.
تنشط في غرب مالي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتعد الفاعل المسلح الأبرز في المنطقة، حيث تعتمد على شبكات محلية وتستفيد من الطبيعة الحدودية المفتوحة مع موريتانيا، كما يسجل حضور محدود لتنظيم داعش في الصحراء الكبرى دون أن يكون لاعبا رئيسيا مقارنة بمناطق شرق البلاد.
كما تعمل جماعات مسلحة محلية وشبكات تهريب على نقل السلاح والوقود والبشر، وغالبا ما تتقاطع مصالحها مع التنظيمات الجهادية، وينظر إلى غرب مالي باعتباره عمقا لوجستيا واقتصاديا لهذه الجماعات أكثر من كونه ساحة مواجهة مباشرة، ما يفسر تكثيف العمليات العسكرية الهادفة إلى تفكيك قواعد الإمداد ومنع تمددها إقليميا.
فرنسا توقف تعاونها مع مالي في مكافحة الإرهاب
