تعرضت عائلات جزائرية للاحتيال من منظمة غير حكومية في إسبانيا، طالبتهم بمبالغ مادية مقابل حصولهم على معلومات حول أقاربهم المفقودين في البحر.
قالت عائلات جزائرية إنه طُلب منها دفع مئات اليوروهات مقابل الحصول على معلومات تخص أحد الأقارب أو المعارف المهاجرين الذين فقدوا في البحر وربما احتجزوا أو دُفِنوا في إسبانيا.
وتلقت تلك العائلات وعوداً بإعطاء تفاصيل حول أقارب لها مهاجرين فُقدوا في عرض البحر، معتقدةً أنها من منظمة غير حكومية في إسبانيا، وذلك حسب مقابلات أجرتها صحيفة الغارديان البريطانية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن العائلات بحثت لسنوات عن أقاربها، وكانت بحاجة للمساعدة حتى تصل إلى معلومات عنهم.
وسلطت الصحيفة الضوء على الصعوبات التي واجهت العائلات التي تبحث عن مفقوديها، والتي قد تكون على شكل عوائق بيروقراطية في الدول الأجنبية وعوائق لغوية، بالإضافة إلى عدم وجود بيانات مركزية مثلاً للتعامل مع آلاف المهاجرين الذين يفقدون أو يُدفَنون في أماكن بعيدة، خاصة وأن أماكن الدفن هذه أحياناً لا تحمل أي علامات مميزة.
وأدت هذه الصعوبات إلى يأس العائلات في الحصول على أخبار عن مفقوديها، مما جعلهم عرضة للاستغلال، حيث طُلبت منهم مبالغ تراوحت بين 200 إلى 250 يورو للحصول على معلومة بشأن مكان جثة، أو للحصول على صورة جثة في مشرحة الشرطة.
وخضع 20 شخصاً على الأقل الأسبوع الماضي لتحقيقات من السلطات الإسبانية للاشتباه بتحايلهم على عائلات وأقارب مهاجرين فُقدوا أثناء محاولتهم العبور إلى إسبانيا.
وكانت التهم مرتبطة بتقديم وثائق مزيفة وتسهيل إجراءات نقل جثث المهاجرين المتوفين إلى بلادهم مقابل أموال، والضحايا كانوا بشكل رئيسي من الجزائر.
ويعتبر طريق الهجرة من الجزائر إلى إسبانيا أقل شهرة، إلا أنه أكثر الطرق فتكاً بعد طريق جزر الكناري في السنوات الخمس الماضية، حسب تقرير لمنظمة “كاميناندو فرونتيرا”.
وتنطلق غالباً قوارب المهاجرين من الجزء الشرقي من الجزائر، من مدن تيبازة وشرشال وبجاية وجيجل، حيث تقوم بإنزال المهاجرين على سواحل الأندلس، وبشكل خاص على شواطئ جزر البليار.
ووفقاً لبيانات منظمة الهجرة الدولية، هناك حوالي 23 ألف مهاجر مسجلون كمفقودين وسط البحر المتوسط.
الجزائر تستعد لاحتضان بطولة إفريقية كروية