أعلن علماء أن الفرص الضائعة ونقص التمويل ساهمت في انتشار فيروس “جدري القردة” القاتل في وسط أفريقيا، وخاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقتل الفيروس، بحلول بداية عام 2024، حوالي 575 شخصاً، وأصاب أكثر من 30 ضعف هذا العدد، وفقاً لبيانات صادرة عن المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وأكدت منظمة الصحة العالمية مؤخراً أنه خلال العامين الماضيين، ومنذ تفشي “جدري القردة”، لم يتم استثمار أي أموال من المانحين على المستوى العالمي للسيطرة على الفيروس.
وقاد التغير في شكل الفيروس، في يناير 2024، الطبيب المتخصص في الأمراض المعدية، لورانس ليزنبورغس، وفريقه إلى جنوب كيفو في شرق الكونغو، حيث اكتشفوا نمطًا جديدًا لانتقال الفيروس من إنسان إلى آخر.
وأشار ليزنبورغس إلى أن تفشي الفيروس كان مختلفًا تمامًا، موضحًا أنه كانت هناك فرصة للتحرك واحتواء الفيروس، ولكن نقص التطعيم والاختبارات والمراقبة حال دون ذلك.
ويعتقد ليزنبورغس أن الميزانية والموارد لم تواكب حجم التحديات، مما أدى إلى فقدان فرصة كسر سلاسل انتقال العدوى.
وكشفت عالمة الأوبئة، آن ريموين، التي تعمل في الكونغو منذ 22 عامًا، أن نقص التمويل حال دون معالجة آليات انتقال العدوى.
وأوضحت ريموين أن المشكلة تكمن في نقص الموارد على مستوى العالم لمكافحة الأمراض الناشئة، وليس في إلقاء اللوم على أي جهة معينة.
وأشار أستاذ علم الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، ديفيد هيمان، إلى أن الكونغو وأفريقيا تملكان خبرة كبيرة، لكن تفتقران إلى الموارد اللازمة لإجراء البحوث، مما أعاق الجهود المنسقة لمكافحة الفيروس.
وواجهت الكونغو، إحدى أفقر دول العالم، تحديات كبيرة، بما في ذلك الصراع المستمر الذي يعطل الرعاية الطبية، وتأخر نقل العينات من المناطق النائية إلى المدن الرئيسية، واعترف وزير الصحة الكونغولي، روجر كامبا، بتدهور البنية التحتية الصحية منذ الستينيات.
طرحت الدول المتقدمة في عام 2022 برنامج تطعيم ضد “جدري القردة” لحماية الفئات الضعيفة. قدمت الولايات المتحدة 50 ألف جرعة فقط من اللقاح للكونغو كتبرع.
ورغم استخدام لقاح “بافاريان” على نطاق واسع، إلا أن نقص تصريح حاسم من منظمة الصحة العالمية أبطأ جهود الحصول على اللقاح في الدول ذات الدخل المنخفض.
وقدرت آن ريموين وفريقها أن الكونغو تحتاج إلى 40.7 مليون جرعة من اللقاح للسيطرة على التفشي، وهو رقم أعلى بكثير مما تقدره مراكز السيطرة على الأمراض في أفريقيا.
ورغم ذلك، لم تحصل الكونغو على الجرعات الكافية حتى الآن، ومن المتوقع وصول أولى الجرعات قريباً، مما سيجبر السلطات على اتخاذ قرارات صعبة بشأن توزيعها.
تحليل – مهمة عبد الله باتيلي في دول الساحل: تكرار السيناريو الليبي