05 ديسمبر 2025

ساحة كفرسوسة في دمشق شهدت اعتصاماً لعشرات العائلات السورية التي تطالب بالكشف عن مصير أبنائها المفقودين في السجون الليبية أو في عرض البحر، بعد محاولات هجرة غير نظامية انتهت بالاختفاء أو الاحتجاز في طرابلس.

ورفعت العائلات لافتات تحمل مطالب واضحة، أبرزها “إعادة أبنائنا من سجون الاغتراب” و”الحرية للسجناء”، في محاولة للضغط على الحكومة السورية والمنظمات الدولية وحكومة طرابلس للتحرك.

وجسّد الاعتصام فصول مأساة ممتدة منذ سنوات، إذ فقد العديد من الشباب أثناء محاولاتهم الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا.

ومن بين المشاركات، برزت “أم يوسف” التي حوّلت حزنها على فقدان شقيقها عام 2023 إلى دافع لتأسيس مجموعة عبر تطبيق “واتساب” تضم أكثر من 200 عائلة تبحث عن مفقوديها، وتقول: “لا أحد يساندنا، أمهات المفقودين فقدن صبرهن ويردن فعل أي شيء لإيصال الصوت”.

قصص إنسانية موجعة روتها العائلات خلال الاعتصام، منها ما حكاه فيصل شداد وزوجته هادية ضاهر عن ابنهما نصر الله، الذي اختفى في أكتوبر 2024 مع ابن عمه خلال رحلة بحرية انطلقت من مدينة الخمس الليبية.

ورغم جهود البحث عبر وساطات ومنظمات إنسانية، لم يتم العثور على أي أثر، ما عزز فرضية احتجازهما في سجون طرابلس.

وجاءت قصة أخرى من درعا، حيث فقدت عائلة ابنتها دلال وطفليها في أبريل 2025. ورغم ادعاءات المهربين بوفاتهم غرقاً، تؤكد مؤشرات عدة أنهم محتجزون، منها تشغيل هاتفها بعد خمسة أيام من الاختفاء، وإلغاء حسابات جميع المسافرين بعد أسابيع.

وكذلك روت شابة من درعا مأساة شقيقها رامي الذي فُقد مع عشرات المهاجرين بعد انقلاب قارب قبالة جنزور، بينما لا يزال مصير معظم الركاب مجهولاً رغم إنقاذ بعضهم.

وترافقت هذه الشهادات مع تقارير حقوقية توثق انتهاكات ممنهجة بحق المهاجرين في ليبيا، من تعذيب وابتزاز واحتجاز في مراكز سرية تديرها شبكات تهريب، مع استهداف خاص للسوريين بسبب قدرتهم على دفع فديات عبر أقاربهم في الخارج.

ومع انتهاء الاعتصام، حملت العائلات ألمها مجدداً إلى منازلها، دون أن تجد آذاناً رسمية مصغية، يبقى السؤال معلقاً: إلى متى ستظل هذه المأساة بلا حل، وإلى متى سيبقى مصير المفقودين غامضاً في دهاليز السجون أو أعماق البحر؟

الجيش الليبي يتحرك جنوباً وسلطات طرابلس “تتأهب”

اقرأ المزيد