هيئة قضائية خاصة في إيطاليا طلبت من البرلمان السماح بملاحقة وزيرين في الحكومة ومسؤول رفيع المستوى أمام القضاء، على خلفية قضية ترحيل الجنرال الليبي أسامة نجيم، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وبحسب تقارير صحافية نُشرت يوم الأربعاء، فإن محكمة الوزراء الإيطالية، وهي الجهة المختصة بالنظر في القضايا التي تشمل أعضاء الحكومة، تشتبه في أن وزير العدل كارلو نورديو، ووزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي، إلى جانب وكيل رئاسة مجلس الوزراء لشؤون الاستخبارات ألفريدو مانتوفانو، قد تورطوا في تسهيل إطلاق سراح نجيم وترحيله إلى العاصمة الليبية طرابلس.
وكان الجنرال الليبي، المعروف بلقب “المصري”، قد أُوقف في مدينة تورينو الإيطالية في 19 يناير الماضي، استناداً إلى مذكرة توقيف دولية أصدرتها المحكمة الجنائية، تتهمه بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق مدنيين منذ 15 فبراير 2015، غير أن محكمة الاستئناف في روما قررت إخلاء سبيله بعد يومين فقط، بحجة وجود عيب إجرائي في إجراءات التوقيف، ليتم نقله بعد ذلك مباشرة إلى ليبيا على متن طائرة خاصة استأجرتها الحكومة الليبية.
وتشير التحقيقات إلى أن وزير العدل نورديو كان على علم بتوقيف نجيم، وكان بمقدوره التدخل لمنع إطلاق سراحه استناداً إلى مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنه فضّل وفقاً للاشتباه الانتظار لحين صدور قرار من المحكمة الإيطالية المختصة، وقد دافع نورديو عن موقفه في فبراير الماضي، موضحاً أن مذكرة المحكمة الجنائية “شابتْها أخطاء وتناقضات واستنتاجات غير منسجمة”، ما دفعه لعدم اتخاذ إجراءات فورية.
وفي المقابل، وقع وزير الداخلية بيانتيدوسي على قرار ترحيل نجيم، فيما وافق ألفريدو مانتوفانو على استخدام طائرة حكومية لترحيله إلى طرابلس، الأمر الذي حال دون تنفيذ مذكرة التوقيف الدولية، بحسب المحكمة المختصة.
وبموجب القانون الإيطالي، فإن إحالة الوزراء والمسؤولين التنفيذيين إلى القضاء تتطلب موافقة مجلس النواب، الذي يملك الكلمة الفصل في هذا الشأن، ويرى مراقبون أن الأغلبية المحافظة التي تهيمن على البرلمان من المرجح أن ترفض منح الإذن بالملاحقة القضائية، في خطوة تُعتبر حماية سياسية للمسؤولين الثلاثة.
وفي أول تعليق رسمي، نفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أي علاقة مباشرة لها بالقضية، مشيرة إلى أن الهيئة القضائية برّأتها من المسؤولية، لكنها، في الوقت ذاته، دافعت عن وزيريها والمسؤول الحكومي، مؤكدة أن القرار اتُّخذ في إطار “المسؤولية الجماعية”، ووصفت الانتقادات الموجهة إليهم بأنها “عبثية”، مشيرة إلى أن جميع الخطوات أُنجزت بتنسيق مسبق على مستوى الحكومة.
ليبيا.. الدبيبة يعلن تحقيق استقلالية قطاع النفط وارتفاع الإنتاج في ليبيا
