05 ديسمبر 2025

تواجه مصر تحديات أمنية كبيرة في مشروع الطريق البري الذي يربطها بتشاد عبر ليبيا، بسبب الصراعات في المنطقة، ورغم إكمال 15% من الجزء المصري، يُعتبر المشروع “رؤية مؤجلة” حتى استقرار الأوضاع في ليبيا وتشاد والسودان، حيث يمر عبر مناطق نفوذ عسكرية مضطربة.

يُواجه مشروع الطريق البري الذي يربط مصر بتشاد عبر الأراضي الليبية تحديات جسيمة في ظل الظروف الأمنية المضطربة بالمنطقة، حيث تعترض مساره جبهات قتال نشطة في ليبيا وتشاد وتخوم دارفور السودانية.

ورغم هذه التحديات، تواصل القاهرة العمل على هذا المحور الاستراتيجي الذي يهدف لربط شمال إفريقيا بقلب القارة، حيث تم بالفعل تنفيذ 15% من الجزء الواقع داخل الأراضي المصرية، وفقاً لبيانات رسمية.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء المصري للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، كامل الوزير، أن طريق مصر-تشاد “محور استراتيجي يساهم في تعزيز التواصل بين شمال ووسط إفريقيا”، مشيراً إلى تشكيل لجنة فنية مشتركة دائمة لمتابعة مراحل التنفيذ.

من جهة أخرى، كشف مصدر مصري مطلع أن دوائر التقدير داخل الأجهزة المصرية ترى أن “الوقت غير مناسب إطلاقاً للمضي في المشروع”، مشيراً إلى أن المناطق الليبية التي سيمر عبرها الطريق – من شرق العوينات إلى الكفرة ثم جنوباً نحو تشاد – تخضع لنفوذ عسكري مضطرب.

وكشف المصدر أن الخطة الأصلية للمشروع كانت تقضي بمرور الطريق عبر السودان، لكن اندلاع الحرب دفع الجانب المصري إلى تعديل المسار نحو ليبيا وتشاد، غير أن التطورات اللاحقة كشفت أن “البديل الليبي-التشادي لا يقل خطورة عن المسار السوداني الأصلي”.

وتنظر القاهرة حالياً إلى المشروع على أنه “رؤية استراتيجية مؤجلة أكثر منه مشروعاً جاهزاً للتنفيذ”، وفقاً للمصدر الذي أشار إلى أن الأولوية الحالية هي “مراقبة تطورات الإقليم وتحديد اللحظة المناسبة لإعادة التقييم”.

من جانبها، تؤكد الخبيرة في الشؤون الأفريقية الدكتورة نجلاء مرعي أن الطريق يمثل “مشروعاً عملاقاً لإعادة رسم خريطة التجارة الدولية”، مشيرة إلى أنه “ليس بنية تحتية فحسب، بل ركيزة لمستقبل اقتصادي يربط البحر الأحمر بالمحيط الأطلسي”.

ويبلغ طول الطريق المخطط 2570 كيلومتراً، ويجري حالياً إنشاء جزء منه داخل الحدود المصرية بطول 370 كيلومتراً، في وقت لا تزال الأجزاء الأخرى في ليبيا وتشاد في مرحلة دراسات أولية ومذكرات تفاهم.

ليبيا على حافة أزمة غذائية ودوائية

اقرأ المزيد