05 ديسمبر 2025

طرابلس تشهد توتراً متصاعداً مع تحركات عسكرية بين فصائل موالية لعبد الحميد الدبيبة وتحالف يضم قوة الردع وميليشيات أخرى، ما يهدد بنسف المسار السياسي الهش ويعيد أجواء المواجهات.

واعتبر النائب علي التكبالي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن التحركات الأخيرة تمثل محاولة من الدبيبة لتصفية قوة الردع وحلفائها، بهدف الانفراد بالسيطرة على طرابلس وفرض نفسه كطرف رئيسي في أي معادلة سياسية قادمة.

وقال إن الدبيبة “يعلم أنه إذا لم يقضِ على قوة الردع فلن يكون له مكان في أي حكومة”، مضيفاً أن هدفه النهائي هو “بسط سيطرته على العاصمة ليصبح نداً للمشير خليفة حفتر في الشرق”.

ولكن التكبالي يشكك في نجاح هذا السيناريو، موضحاً أن الدبيبة يخطئ حين يعتقد أن قوة الردع تقتصر على كتيبة معيتيقة، بينما هي مدعومة بعشرات الميليشيات التي يتجاوز عدد عناصرها عشرة آلاف مقاتل، ما يجعل أي مواجهة مسلحة عملية “معقدة ومكلفة”.

وكشف أن تركيا وإيطاليا طالبتا الدبيبة بإنهاء النزاع خلال يومين، ما يضعه تحت ضغط كبير ويهدده بفقدان موقعه السياسي إذا أقدم على التصعيد.

ويرى التكبالي أن اندفاع الدبيبة للبقاء في السلطة بأي ثمن يرتبط بخوفه من المحاسبة على قضايا الفساد وسوء إدارة المال العام، مشيراً إلى دور أفراد من عائلته مثل إبراهيم الدبيبة الذي يقدم نفسه كمستشار للأمن القومي “دون خبرة تذكر”، كما وصف مبادرة البعثة الأممية الحالية بأنها “إعادة إنتاج لمقاربات فاشلة لم تحقق تقدماً في الماضي”.

وتتزامن هذه التطورات مع محاولة اغتيال معمر الضاوي، آمر الكتيبة 55 مشاة، في مؤشر على أن قادة الميليشيات الذين تمتعوا سابقاً بنفوذ واسع وحصانة شبه كاملة أصبحوا اليوم بين فكي التصفية الجسدية والملاحقة القضائية.

وأوضح التكبالي أن تحالفهم مع حكومة الدبيبة منذ 2021 منحهم حصانة، لكنه انهار مطلع العام الجاري مع سعي بعضهم للسيطرة على مؤسسات الدولة ورغبة الدبيبة في الانفراد بالقرار.

وفي السياق نفسه، حذر الفريق أسامة جويلي، آمر المنطقة العسكرية في الجبل الغربي، من أي عمل مسلح داخل طرابلس، مؤكداً أنه سيؤدي إلى إفشال العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة وستكون نتائجه “كارثية على الجميع”.

وأما المترشح الرئاسي السابق سليمان البيوضي فاستبعد اندلاع حرب واسعة، مؤكداً أن حكومة الدبيبة “لا تملك مقومات إطلاقها”، إذ فشلت في حشد مصراتة كحاضنة، وتعتمد على “جيل جديد ترك مقاعد الدراسة” ولا يمتلك خبرة قتالية، ما يجعل أي مواجهة محتملة “محدودة ولا تتجاوز 48 ساعة”.

وعلى الجانب الشعبي، عبر المرشح الرئاسي مبروك أبوعميد عن غضب واسع عبر وسائل التواصل، واصفاً الوضع في طرابلس بأنه “على صفيح ساخن”، مهاجماً من وصفهم بـ”شذاذ الآفاق” الذين يسعون لإطالة أمد الفوضى، ودعا إلى تأسيس دولة المؤسسات ورفض الميليشيات.

كما شدد ناشطون وحقوقيون على رفضهم لأي تصعيد مسلح، وأكد “حراك سوق الجمعة” تضامنه مع أهالي تاجوراء ورفضه لتحويل مناطقهم إلى ساحة حرب، فيما أصدر أهالي تاجوراء بياناً حذروا فيه من دخول أي تشكيل مسلح إلى منطقتهم، معتبرين ذلك “اعتداء مباشراً”.

وأمام هذه التطورات، تبدو طرابلس على مفترق طرق خطير: حكومة تسعى لفرض واقع جديد عبر القوة، وتحالفات مسلحة متمسكة بنفوذها، فيما يقف الشعب الليبي والمجتمع الدولي مترقبين أي شرارة قد تشعل مواجهة جديدة، لتعود معها ليبيا إلى أتون صراع قد تكون كلفته باهظة سياسياً وإنسانياً واقتصادياً.

قمة لقادة تونس والجزائر وليبيا تطلق مبادرة لتأسيس تكتل مغاربي جديد

اقرأ المزيد