شواطئ جزائرية تعاني، خصوصاً في العاصمة، من انتشار كثيف للطحالب البحرية، ما أفسد متعة الاصطياف وأثار استياءً واسعاً، وسط تحذيرات من خبراء بشأن تداعيات بيئية خطيرة.
وتمتد هذه الظاهرة من شرق العاصمة في منطقة الرغاية، إلى غربها في زرالدة، لتشمل شواطئ شهيرة مثل تمنفوست (لاتيبروز سابقاً)، ليدان، لافيجي، وسركوف، حيث تشكّلت كتل كثيفة من الطحالب على امتداد الشواطئ، ما جعل من المستحيل السباحة أو الاستجمام فيها.
ورغم محاولات السكان المحليين والمتطوعين تنظيف هذه المناطق في مبادرات فردية، فإن حجم التراكمات الطحلبية بدا أكبر من أن يُواجه بالإمكانات اليدوية المحدودة، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو توثق الوضع، مرفقة بتعليقات تطالب السلطات المحلية بالتدخل الفوري، وتسخير المعدات والوسائل المناسبة لتنظيف الشواطئ.
يقول أحد النشطاء: “الظاهرة بدأت منذ أسابيع، وكان يجب أن تتدخل السلطات مبكراً لتنظيف الشواطئ وجعلها جاهزة منذ بداية موسم الصيف”، فيما عبّر آخر عن خيبته قائلاً: “رغم أني من سكان باب الوادي الساحلية، فإن أطفالي حُرموا لأول مرة من البحر، وسأضطر لقطع مسافات طويلة من أجل الاصطياف”.
ويُرجع المختص في شؤون البيئة والمحيط، نسيم حماني، في حديثه مع قنوات أخبارية، سبب الظاهرة إلى مجموعة من العوامل البيئية والبشرية، وأوضح أن ما يُعرف بـ”الزهور الطحلبية” هو نتيجة مباشرة لتلوث المياه، لاسيما بمياه الصرف الصحي، والأسمدة والمبيدات الزراعية، فضلاً عن تأثير التغيرات المناخية.
وأضاف حماني أن ارتفاع درجات حرارة المياه الناتج عن الاحتباس الحراري، إلى جانب التيارات البحرية، يسهم في نقل هذه الطحالب من عرض البحر نحو الشواطئ، حيث تترسّب على الرمال وتتكاثر بكثافة، وأشار أيضاً إلى أن الصيد العشوائي يُعد من بين العوامل التي تُخلّ بالتوازن البيئي، مما يهيّئ الأرضية لظهور مثل هذه الظواهر.
ورغم تأكيده على عدم وجود خطر مباشر على صحة الإنسان، حذر حماني من التأثيرات البيئية السلبية، قائلاً إن “الطحالب تقلل من نسبة الأوكسجين في مياه البحر، ما يؤدي إلى موت بعض الكائنات البحرية ويؤثر على التنوع البيولوجي”.
ولمواجهة هذه الظاهرة، شدد حماني على ضرورة التدخل العاجل باستخدام معدات ميكانيكية لتنظيف الشواطئ، لكنه دعا أيضاً إلى تبني حلول طويلة الأمد، تشمل الحد من مصادر التلوث، وتحسين جودة المياه، واستعادة التوازن البيئي من خلال زراعة النباتات البحرية، والحد من الصيد الجائر.
وفي ظل استمرار موجات الحر وتفاقم أزمة الاصطياف، يترقّب الجزائريون خطوات حاسمة من الجهات الرسمية، لإنقاذ ما تبقى من الموسم الصيفي وإعادة الحياة إلى الشواطئ التي كانت قبل أسابيع فقط، مقصداً رئيسياً للهاربين من قيظ المدن.
الجزائر.. حريق ضخم يدمّر منتجع “بونا بارك” السياحي
