صور فضائية جديدة تم التقاطها أمس الخميس، أظهرت أن سد النهضة الإثيوبي لم يكتمل بعد، حيث لا تزال التوربينات الأربعة الرئيسية خارج الخدمة، ما يكشف عن تعثر واضح في عمليات بناء السد والتشغيل.
تواصل مياه سد النهضة التدفق وفقا للصور من بوابتين فقط من بوابات المفيض العلوي الست، بكمية تصل إلى حوالي 100 مليون متر مكعب يوميا.
وفي تعليق للدكتور أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، ذكر فيه أن استمرار تدفق المياه بهذه الكمية يتوقع أن ينخفض إلى 55 مليون متر مكعب يوميا بحلول نهاية نوفمبر الجاري، وهو ما يستدعي فتح بوابة واحدة فقط.
وأشار شراقي أيضا إلى أن استمرار توقف التوربينات يعكس عدم اكتمال السد، متسائلا عن الفوائد المتوقعة من السد في توليد الكهرباء وتوفير مياه الشرب والري الزراعي، خصوصا وأنه لم يتم حتى الآن زراعة قيراط واحد من الأراضي رغم وجود 60 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة السد.
ومخزون سد النهضة ثابت حاليا عند منسوب 638 مترا، مع إجمالي يبلغ 60 مليار متر مكعب من المياه، منها 19 مليار متر مكعب من التخزين خلال الفترة من 17 يوليو إلى 5 سبتمبر 2024، والأزمة مستمرة بين مصر والسودان من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر، حيث تظل التحديات التشغيلية للسد موضع خلاف وتجاهل من قبل الجانب الإثيوبي.
يذكر أن النزاع حول سد النهضة بدأ في عام 2011، عندما بدأت إثيوبيا بناء السد على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.
ولا يزال الخلاف قائما حيث فشلت الجولات المتعددة من المفاوضات، التي شملت مصر وإثيوبيا والسودان، في التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن القواعد التشغيلية والملء للسد، هذا الوضع يترك الباب مفتوحاً لمزيد من التوترات والمخاوف المستقبلية حول الأمن المائي في المنطقة.
مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية في القاهرة