تسعى بريطانيا إلى توقيع صفقات مع دول في الشرق الأوسط وآسيا للحد من الهجرة غير النظامية، مستلهمة من تجربة إيطاليا الناجحة في تقليل تدفقات المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط.
بدأت الحكومة البريطانية مفاوضات مع دول في الشرق الأوسط وآسيا بهدف مكافحة الهجرة غير النظامية، وتجري المباحثات مع دول مثل تركيا والعراق وفيتنام لوقف تدفق قوارب الهجرة غير الشرعية.
وتسعى لندن إلى توقيع صفقات مشابهة لتلك التي أبرمتها إيطاليا مع ليبيا وتونس لوقف مغادرة قوارب المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط، ويتوقع أن يتم الإعلان عن هذه الاتفاقات، التي تصفها لندن بـ”اتفاقات للتعاون والأمن”، في الأسابيع المقبلة.
واستلهمت بريطانيا هذه المبادرة من نجاح إيطاليا في تقليص الهجرة غير النظامية بنسبة 62% العام الماضي بعد توقيع صفقات مع دول شمال إفريقيا.
وأكدت الصحيفة البريطانية “صنداي تايمز” أن الحوافز المالية كانت أحد العوامل الرئيسية في الحد من تدفقات الهجرة، حيث دفعت إيطاليا لتونس 105 ملايين يورو لتعزيز أمن حدودها، بالإضافة إلى 100 مليون يورو لشراء سفن دورية وتعزيز خفر السواحل.
وفي ليبيا، وقعت إيطاليا صفقة ضخمة في قطاع النفط والغاز مع حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لتعزيز الأمن.
والتقى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بنظيرته الإيطالية في روما في سبتمبر الماضي، حيث أشاد بالإجراءات الاستباقية التي اتخذتها إيطاليا في ليبيا وتونس، وأكد ستارمر أن منع المهاجرين من مغادرة دولهم يعد أفضل من التعامل مع من غادروا بالفعل.
وتشمل المفاوضات البريطانية أيضاً إقليم كردستان في العراق، حيث تعتبر المنطقة مركزًا لعصابات التهريب والاتجار بالبشر في البحر الأبيض المتوسط.
وأصبحت قضية الهجرة غير النظامية إلى بريطانيا من القضايا السياسية الكبرى، بعد فشل رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك في تنفيذ خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا.
مرصد حقوقي تونسي: الوضع على المعابر الحدودية مع ليبيا يسوده الهدوء