تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز دبلوماسيتها في ليبيا بعد غياب طويل، في وقت يتزايد فيه نفوذ القوى الإقليمية.
المجلس الرئاسي الليبي يناقش مع سفير الاتحاد الأوروبي دعم العملية السياسية
وتدرك الولايات المتحدة أن غيابها الدبلوماسي المباشر عن ليبيا أتاح للقوى الأوروبية والإقليمية تعزيز مصالحها في المنطقة.
ويأتي ذلك في وقت حساس، حيث يتنافس الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس على رئاسة البلاد، مما قد يؤثر على السياسة الأمريكية تجاه ليبيا.
ومنذ انسحاب سفارتها عام 2014 بسبب تصاعد النزاع في ليبيا، لم تعاود الولايات المتحدة العمل في البلاد، ويُذكر أن الدبلوماسيين الأمريكيين انتقلوا إلى مالطا وتونس، حيث يقومون بمهمة تُعرف باسم المكتب الخارجي.
وقد أثار هذا الانسحاب انتقادات من مسؤولين ومشرعين أمريكيين، رغم تأكيد البيت الأبيض على أهمية تحقيق الاستقرار في ليبيا لضمان أمن الطاقة ومواجهة النفوذ الروسي المتزايد.
ويتفاقم القلق الأمريكي بسبب الهجوم الذي وقع في سبتمبر 2012 على البعثة الأمريكية في بنغازي، والذي أسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين.
وفي تطور آخر، لم تتمكن إدارة بايدن من تعيين مرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في ليبيا، جينيفير جافيتو، بعد طلبها سحب ترشيحها.
وفي حديثها، أكدت جافيتو أن غياب السفير الأمريكي في ليبيا أفسح المجال لكل من روسيا والصين لاستغلال الفراغ الدبلوماسي.
وأشار السياسي الليبي سليمان البيوضي إلى أن السياسات الأمريكية ستظل ثابتة، معتبراً أن الأولويات تتعلق بحماية الأمن القومي بغض النظر عن الرئيس القادم.
ومن المتوقع أن يشهد الربع الثاني من عام 2025 حركة دولية نشطة بشأن الملف الليبي، حيث أظهرت الإدارة الأمريكية انفتاحاً أكبر على معسكر الشرق الليبي في ظل الأزمات الاقتصادية الأخيرة.
وقد شهدت الأشهر الماضية العديد من اللقاءات مع مسؤولين في بنغازي، بما في ذلك زيارة مفاجئة لرئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى واشنطن.
كما أطلقت الولايات المتحدة خطة استراتيجية مدتها عشر سنوات تشمل ليبيا، ضمن مبادرة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في مناطق النزاع، وذلك بالتعاون مع مجموعة من الوكالات الحكومية. تأمل أمريكا في أن تثمر جهودها عن إنشاء حكومة ديمقراطية موحدة تعزز حقوق الإنسان وتحقق نمواً اقتصادياً مستداما.
المجلس الرئاسي الليبي يناقش مع سفير الاتحاد الأوروبي دعم العملية السياسية