28 أكتوبر 2024

تناولت صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقريرها الصراع بين الجزائر والمغرب حول إنشاء خطوط أنابيب الغاز المتجهة نحو أوروبا، معتبرة إياه انعكاساً للعداء السياسي بين البلدين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التنافس تعمّق بعد أزمة أوكرانيا، حيث تسعى دول أوروبا لتعويض الغاز الروسي بالغاز الإفريقي، وهناك مشروعان رئيسيان: الأول هو خط أنابيب الغاز العابر للصحراء بقيادة الجزائر، والذي تم توقيعه في عام 2001، ويهدف لنقل الغاز من نيجيريا عبر النيجر وصولاً إلى الجزائر ثم أوروبا.

والمشروع الثاني أطلقه المغرب في 2017، ويشمل خط الأنابيب النيجيري المغربي، الذي يعبر ساحل غرب إفريقيا وصولاً إلى المغرب ثم يتصل بأوروبا.

ورغم مرور سنوات على طرح هذه المشاريع، إلا أن أياً منهما لم يتحقق فعلياً على الأرض، مما يعكس تعقيدات متعددة تشمل التحديات الجيوسياسية والمالية والأمنية.

وأوضحت الصحيفة أن المشروع الجزائري يركز على المسار الأقصر عبر ثلاث دول فقط، بينما يمتد مشروع المغرب عبر أحد عشر دولة، مما يجعله أكثر تعقيداً ولكنه يُعزز التعاون الإقليمي.

وأبرزت الصحيفة الفرنسية أيضاً أن الصراع لا يقتصر فقط على تقديم مشاريع البنية التحتية، بل يشمل تبادل الاتهامات بين الجزائر والمغرب، ففي الوقت الذي تروّج فيه الجزائر لمشروعها وتصف مشروع المغرب بمحاولة التخريب، يرد الإعلام المغربي بالتركيز على المخاطر الأمنية المحتملة للمشروع الجزائري.

ومع ذلك، تشكك “لوموند” في جدوى هذه المشاريع، مشيرة إلى عقبات تتعلق بضمان إمدادات الغاز من نيجيريا، وكذلك توجه الاتحاد الأوروبي نحو تقليل اعتماده على الهيدروكربونات بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ونوهت إلى أن هذا يعني أن السوق الأوروبي قد لا يكون مستعداً لدعم استثمارات طويلة الأمد في الغاز، مما يضعف احتمالات نجاح هذه المشاريع.

واعتبرت الصحيفة أن الحديث عن هذه المشاريع الطموحة يأتي في سياق رهانات سياسية واقتصادية أكثر من أن يكون خطة قابلة للتنفيذ على المدى القصير، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة الإفريقية، فضلاً عن التحولات في سوق الطاقة الأوروبي.

رفض الزي التقليدي الأمازيغي ينتهي بطلاق مفاجئ في حفل زفاف مغربي

اقرأ المزيد