05 ديسمبر 2025

شهدت الجزائر العاصمة حادثة صادمة أثارت ضجة واسعة بعدما التقطت كاميرات المراقبة في حي الحراش مقطع فيديو لامرأة تحاول اقتياد طفل صغير بعيدا عن مدرسته.

والفيديو، الذي سرعان ما اجتاح مواقع التواصل، أظهر السيدة تمسك بالطفل وتسير به خطوات قليلة قبل أن يجهش بالبكاء، ما استدعى تدخل سائق دراجة نارية اعترض طريقها، وبعد مواجهة قصيرة، تبين أن المرأة لا تربطها أي علاقة بالطفل، فاندفع سكان الحي لإنقاذ الصغير منها.

وتحول المشهد سريعا إلى اعتداء جماعي على السيدة، إذ تعرضت للضرب والشتائم، فيما دافع بعض الجيران عنها مؤكدين أنها تعاني من اضطرابات عقلية ومعروفة بمرضها في المنطقة.

وفجرت الحادثة نقاشا حادا حول ممارسات “العدالة الشعبية”، إذ اعتبر حقوقيون أن الاعتداء الجسدي واللفظي على المشتبه بهم مخالف للقانون، حتى في حال ارتكاب جرائم خطيرة.

وأوضح المحامي فريد صابري أن المادة 94 من قانون العقوبات الجزائري تسمح للمواطنين بالمساعدة في توقيف المشتبه بهم أو التبليغ عنهم، لكنها لا تمنحهم صلاحية معاقبتهم.

وفي السياق نفسه، أشار الأخصائي الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي إلى أن الجهل بالقوانين وضعف الثقة في المؤسسات القضائية يدفعان بعض الأفراد إلى “تنفيذ العدالة بأيديهم”، ما يفاقم المخاطر.

وشدد صندوقي على أهمية حملات التوعية والتنشئة القانونية منذ المراحل الدراسية الأولى، مؤكدا أن إرساء مفهوم “دولة القانون” هو السبيل الوحيد لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، ولضمان أن يبقى الحكم على الجناة بيد القضاء وحده لا الشارع.

وأعادت الحادثة إلى الأذهان وقائع مأساوية سابقة، منها مقتل الشاب جمال بن سماعيل عام 2021 في تيزي وزو بعد اتهامه زورا بإشعال حرائق الغابات، وكذلك الاعتداء على سيدة في سطيف بدعوى ممارسة “الشعوذة”.

الجزائر تدعو إلى تأمين وصول المساعدات إلى غزة بأسرع وقت

اقرأ المزيد