كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن قيام فريقها الصحفي بعملية تجسسية سرّية داخل فندق في القاهرة يقيم فيه عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين الذين أبعدوا من الأراضي الفلسطينية في إطار صفقة تبادل تم التوصل إليها بوساطة أميركية لإنهاء الحرب على غزة.
وأثار التقرير، الذي حمل عنوانا مستفزا هو “مرحبا بكم في فندق حماس”, موجة من الانتقادات الحادة لما تضمنه من تحريض سياسي وتلاعب بالمعلومات، بعدما أوفدت الصحيفة مراسليها إلى الفندق متنكرين في هيئة سياح أجانب، في محاولة وصفت بالاستفزازية للتسلل إلى نزلاء المبعدين ومراقبتهم خلسة.
وذكرت الصحيفة أن نحو 154 أسيرا فلسطينيا من أصل 250 يقيمون مؤقتا في فندق ماريوت رينيسانس ميراج سيتي بالعاصمة المصرية، واصفة إياهم بـ”الأخطر على الإطلاق”، وزعمت أنهم “يشكلون تهديدا للأمن الغربي”.
كما ركز التقرير على أن الفندق “فاخر ومفتوح أمام السائحين”، في محاولة لإثارة الذعر من وجود المحررين قرب الزوار الأجانب.
وتضمّن التقرير تصريحات وصفت بالأشد تطرفا، من بينها حديث الأكاديمي البريطاني أنتوني غليس الذي اعتبر الأسرى “أعداء للبريطانيين”، محذرا من “خطر تحولهم إلى جيش إرهابي في المنفى”.
ونقلت الصحيفة عن ضابط استخبارات إسرائيلي سابق مزاعم بأن المبعدين سيعيدون تنظيم صفوفهم من الخارج عبر التواصل مع “خلاياهم في غزة والضفة الغربية”.
كما زعمت الصحيفة أن تركيا وقطر تتحملان نفقات إقامة المحررين في الفندق، مشيرة إلى أن كلفة الليلة الواحدة تبلغ نحو 200 جنيه إسترليني، وأن بعضهم “يسحب أموالًا من أجهزة الصراف الآلي داخل الفندق”، في محاولة لتصويرهم كمترفين يتلقون دعماً مالياً “من السلطة الفلسطينية”.
وذهب التقرير إلى اتهام أسماء بعينها من الأسرى السابقين، مثل محمود عيسى مؤسس وحدة النخبة في كتائب القسام، وباسم خندقجي الكاتب الحائز على جائزة البوكر العربية، واصفًا إياهم بـ”أعضاء في خلية إرهابية”، من دون تقديم أي دليل أو توثيق مستقل.
ويشير محللون إلى أن “ديلي ميل” استخدمت أسلوبا دعائيا أقرب إلى التحريض الأمني منه إلى الصحافة الاستقصائية، من خلال دمج الخيال السياسي بالسيناريوهات الاستخباراتية لتصوير الأسرى كخطر عالمي محتمل.
ولم تصدر القاهرة أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن ما ورد في التقرير، في حين عبّر ناشطون عرب وفلسطينيون عن استنكارهم لما وصفوه بـ”انتهاك لحرمة اللاجئين والمبعدين”، مؤكدين أن الصحيفة تجاوزت الحدود الأخلاقية والمهنية حين أرسلت مراسليها للتجسس على أفراد خاضعين لحماية دولية مؤقتة.
المغرب يدخل تحالف تدريب قتالي متطور مع الولايات المتحدة الأمريكية
