نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريرا مطولا تحت عنوان “اتفاقية السلام لم تغير موقف الجيش المصري من إسرائيل كتهديد”.
وتناولت فيه العلاقة المعقدة بين الجيشين المصري والإسرائيلي بعد مرور أكثر من أربعة عقود على اتفاقية السلام بين البلدين.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش المصري، رغم توقيع اتفاقية السلام عام 1978، ما زال يعتبر إسرائيل تهديداً رئيسياً.
وأكدت أن الجيش المصري يستمر في تعزيز قوته بمئات الآلاف من الجنود النشطين والأسلحة الثقيلة والخفيفة من دول متعددة، أبرزها روسيا.
وأكد المحلل العسكري ليئور بن آري في التقرير أن الجيش المصري يعتبر جزءا أساسياً من البلاد ويؤثر على كل جانب من جوانبها، مشيراً إلى أن معظم رؤساء مصر، بدءاً من جمال ناصر وصولاً إلى السيسي، جاءوا من المؤسسة العسكرية.
واستعرض التقرير قوة الجيش المصري الذي يعد من أكبر الجيوش المجاورة لإسرائيل، مصنفًا في المرتبة 15 عالميًا وفق موقع GlobalFirePower لعام 2024.
وأشار إلى أن مصر تمتلك أكثر من 1000 طائرة عسكرية وأكثر من 5000 دبابة وعشرات السفن الحربية، بما في ذلك ثماني غواصات.
وكشف التقرير أن التعزيز العسكري لمصر يعتمد بشكل كبير على المساعدات الأمريكية، بالإضافة إلى مشتريات من روسيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، ولفت إلى أن مصر تتعاون مع روسيا والصين في مجالات مختلفة، بما في ذلك بناء مفاعلات نووية مدنية.
وأفاد التقرير أن الجيش المصري يواجه تهديدات إرهابية داخلية، خاصة في سيناء، حيث تنسق مصر مع إسرائيل في العمليات العسكرية ضد داعش.
وأوضح أن اتفاقية السلام تضع حدوداً لدخول القوات المصرية إلى سيناء، لكن إسرائيل سمحت بمرونة في هذا الشأن لمحاربة الإرهاب.
وأشار الخبير الإسرائيلي الدكتور أوفير وينتر إلى أن الحرب ضد الإرهاب في سيناء رفعت مستوى التنسيق العسكري بين مصر وإسرائيل، لافتاً إلى دعم إسرائيل بيع أسلحة متقدمة لمصر ونقل تقنيات عسكرية واستخباراتية.
وأكد التقرير أن التعاون الأمني بين البلدين مستمر رغم بعض الحوادث على الحدود، مشددًا على أهمية هذا التعاون في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وأوضح أن الجيش المصري يستعد لأي احتمالات مستقبلية، بما في ذلك احتمال انهيار اتفاقية السلام.
وخلص التقرير إلى أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تتجاوز الجوانب العسكرية لتشمل التعاون الاقتصادي، مثل تزويد إسرائيل لمصر بالغاز الطبيعي.
واختتم بالتحذير من الاعتماد المفرط على العقلانية الاقتصادية في تقييم العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن الديناميات السياسية والعسكرية قد تتغير بسرعة في الشرق الأوسط.
لافروف في بكين.. توافق روسي صيني على رفض التدخلات الخارجية