قالت صحيفة “انتي ديبلوماتيكو” إن الدول الغربية، وفي مقدمتها إيطاليا، تسعى للتوسع في تدخلاتها الدبلوماسية والعسكرية في ليبيا، التي أصبحت ساحة تنافس قوية على مواردها النفطية وموقعها الاستراتيجي في شمال إفريقيا.
وأوضحت الصحيفة أن إيطاليا تعمل حالياً على تشكيل فيلق عسكري أوروبي ليبي كجزء من استراتيجيتها الجديدة للتدخل والهيمنة.
ويهدف هذا الفيلق إلى تعزيز النفوذ الإيطالي في ليبيا عبر الانخراط في المجالات السياسية والعسكرية، مما يعزز السيطرة على مناطق النفوذ الإيطالية في البلاد.
وأفادت “انتي ديبلوماتيكو” بأن أحد الأهداف الرئيسة لتشكيل الفيلق الأوروبي هو تأمين وحماية الشركات الإيطالية العاملة في قطاع الغاز والنفط الليبي.
وذكرت الصحيفة أن إيطاليا تزعجها الانتكاسات المستمرة بسبب إغلاق المواقع والحقول النفطية من قبل المتظاهرين الليبيين، الذين يسعون لتحسين ظروفهم المعيشية، وإلى جانب ذلك، تسعى إيطاليا لمواجهة النفوذ الروسي في ليبيا وإفريقيا بشكل عام من خلال هذا الفيلق.
وفي سياق متصل، أكدت الصحيفة أن الدول الغربية وحكومة عبد الحميد الدبيبة منتهية الولاية يعتزمون تمويل الفيلق بالأموال الليبية المجمدة في الخارج، والتي سيتم تحريرها بالتنسيق مع محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير.
ومن جهة أخرى، عبر الخبير الاستراتيجي الليبي محمد سعدون عن رفض الشعب الليبي للتواجد الأجنبي، لاسيما في المنطقة الغربية من البلاد.
وأشار سعدون إلى أن المجلس الأعلى لثوار الزنتان أعلن رفضه القاطع لوجود أي قوات أجنبية أو شركات نفطية أجنبية داخل المدينة أو في المناطق المجاورة.
وأضاف سعدون أن التواجد الأجنبي، سواء من الشركات النفطية أو القوات العسكرية، يحقق مصالح الدبيبة وحاشيته فقط.
واعتبر أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى تصاعد النزاع الإقليمي على ثروات ليبيا، مما يفاقم الفوضى الأمنية والسياسية ويؤخر إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
ويرى الخبراء أن الأهداف المعلنة لتشكيل الفيلق الأوروبي تتناقض مع المصالح الحقيقية لليبيا، مما ينعكس سلباً على الوضع السياسي والعسكري في البلاد، وشهدت المنطقة الغربية في الأيام الأخيرة اشتباكات مسلحة تعكس التوتر المتزايد نتيجة هذه التدخلات.
ليبيا.. هدوء حذر يسود الجغبوب بعد مواجهات بين عائلة وقوات القيادة العامة