05 ديسمبر 2025

كشفت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية أن الحكومة الإسرائيلية تؤخر المصادقة النهائية على اتفاق الغاز الضخم مع مصر، رغم الضغوط الأمريكية المتزايدة، بسبب تحفظات أمنية تتعلق بانتشار القوات المصرية في سيناء، إضافة إلى مخاوف اقتصادية داخلية بشأن ارتفاع أسعار الغاز للمستهلك الإسرائيلي.

وبحسب الصحيفة، فإن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين رفض حتى الآن الموافقة على الصفقة، رغم مساعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإتمام الاتفاق، مشددا على أن “المصالح الأمنية والاقتصادية لإسرائيل تأتي أولا”.

وأوضحت الصحيفة أن انتشار القوات المصرية في بعض مناطق سيناء بات أحد الملفات الحساسة في العلاقة بين تل أبيب والقاهرة، إذ تعتبر إسرائيل أن هذا التوسع العسكري يمثل خرقا محتملا لبنود اتفاقية كامب ديفيد للسلام، التي تحدد بدقة حجم ونوع القوات المسموح بوجودها في شبه الجزيرة.

وأشار التقرير إلى أن تل أبيب تربط المصادقة على الصفقة الغازية الضخمة بالتوصل إلى تفاهم أمني واضح مع القاهرة بشأن هذا الملف، وهو ما قد يستغرق “عدة أسابيع إضافية”، وفق مصدر دبلوماسي نقلت عنه الصحيفة.

ويعود أصل الاتفاق إلى عام 2018 حين وقعت مصر وإسرائيل عقدًا لتصدير الغاز الطبيعي من حقول “لوثيان” البحرية إلى مصر، بقيمة تتراوح بين 15 و20 مليار دولار على مدى عشر سنوات.
لكن مع ارتفاع أسعار الطاقة عالميا، قُدّرت قيمة الصفقة لاحقًا بنحو 35 مليار دولار، ما يجعلها أكبر صفقة تصدير في تاريخ الاقتصاد الإسرائيلي.

ورغم بدء التصدير الفعلي في يناير 2020، ظلت الاتفاقية تواجه عقبات سياسية وأمنية متكررة، خاصة من الجانب الإسرائيلي، الذي يربط التعاون الاقتصادي مع مصر بالالتزام الصارم ببنود السلام في سيناء.

يرى محللون أن تأجيل المصادقة الإسرائيلية لا يعني رفض الصفقة، بل يمثل أداة ضغط دبلوماسية تهدف إلى ضمان استمرار التنسيق الأمني مع القاهرة، في وقت تحاول فيه تل أبيب تحقيق توازن حساس بين مكاسب تصدير الغاز إلى مصر وبين الاعتبارات الأمنية في الجبهة الجنوبية.

كما يتوقع أن يؤدي هذا التأخير إلى إرباك الخطط الإقليمية للطاقة في شرق المتوسط، خاصة مع سعي مصر لتعزيز موقعها كمركز إقليمي لتسييل وتصدير الغاز نحو أوروبا.

قطر تستثمر في مشروعات عقارية وسياحية في مصر بعد اتفاقية ضخمة

اقرأ المزيد