رغم تعهد الحكومة الجزائرية بتحرير الاقتصاد من الاعتماد المفرط على المحروقات، أظهر التقرير السنوي لبنك الجزائر لعام 2024 تراجعا حادا في الصادرات خارج قطاع النفط، إذ لم تتجاوز قيمتها 3.8 مليارات دولار، مقابل 5 مليارات دولار في 2023، أي بانخفاض يفوق المليار دولار، وهو الأدنى خلال السنوات الأربع الأخيرة.
واعتبر الخبير الاقتصادي طلال عباسي أن هذه الأرقام تكشف الأداء الحقيقي للاقتصاد الجزائري بعيدا عن الخطاب الرسمي، مشيرا إلى أن ما يثير الانتباه هو أن العائدات جاءت أقل حتى من مستويات فترة جائحة كورونا، حين كان الطلب العالمي على السلع في أدنى مستوياته.
وقدر الخبير وحيد صرارمة نسبة التراجع بحوالي 24%، موضحا أن المنتجات نصف المصنّعة، التي تُعد العمود الفقري للصادرات الجزائرية غير النفطية، تكبدت أكبر الخسائر بعد هبوطها إلى 2.85 مليار دولار مقابل نحو 3.98 مليار دولار في 2023.
وأكد صرارمة أن الوصول إلى هذا الرقم يحتاج إلى نمو سنوي في حدود 35%، وهو تحدٍ كبير لكنه ليس مستحيلًا في ظل الإمكانات الهائلة التي تمتلكها الجزائر.
وتعددت العوامل وراء هذا التراجع، أبرزها: انخفاض أسعار الأسمدة عالميا وتزايد المنافسة من روسيا، تراجع صادرات الإسمنت بفعل ارتفاع تكاليف النقل ومشكلات لوجستية.
وانخفاض عائدات المواد الغذائية بنسبة 35.5% لتستقر عند 276 مليون دولار فقط، نتيجة تراجع صادرات السكر بنحو 161 مليون دولار.
وضعف مساهمة المواد الخام في الصادرات (600 مليون دولار فقط)، بسبب غياب استغلال صناعي واسع محليا وندرة العقود طويلة الأمد مع الأسواق الخارجية.
وتسعى الحكومة إلى رفع عائدات الصادرات غير النفطية إلى 30 مليار دولار بحلول 2030، لكن خبراء يرون أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تسريع وتيرة الإصلاحات بشكل غير مسبوق، خاصة مع دخول مشاريع المناجم وإنتاج الحديد والهيدروجين الأخضر حيز التنفيذ خلال السنوات المقبلة.
البابا الجديد يعيد إحياء إرث القديس أوغسطين الجزائري في أول خطاب له
