دخل الإضراب العام في القطاع المالي التونسي يومه الثاني وسط شلل كامل في عمل المصارف وشركات التأمين والمؤسسات المالية، بعد أن بلغت نسبة المشاركة في الإضراب 100%، وفق ما أعلن أحمد الجزيري، كاتب عام جامعة البنوك والمؤسسات المالية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل.
وأفاد الجزيري أن نسبة المشاركة في اليوم الأول بلغت نحو 80%، قبل أن تتوسع لتشمل كامل العاملين في القطاع خلال اليوم الثاني، مشيرا إلى أن جميع البنوك ومكاتب المقاصة والتحويلات الخارجية توقفت عن العمل بشكل كامل.
وأوضح أن المؤسسات المالية كانت قد أقرت زيادات في الأجور للعام الحالي لكنها تراجعت عن صرفها، ما دفع النقابات إلى التصعيد دفاعا عن حقوق العاملين، متهما بعض المؤسسات بمحاولة إضعاف العمل النقابي وممارسة ضغوط على الموظفين لإفشال الإضراب.
وفي تطور لافت، حذر نور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، من محاولات “ضرب العمل النقابي وتقويض الحوار الاجتماعي”، مؤكدًا أن الاتحاد لن يتردد في الدعوة إلى إضراب وطني شامل إذا استمر تجاهل مطالب النقابات القطاعية.
وخلال تجمع عمالي أمام مقر الاتحاد، دعا الطبوبي إلى “حوار وطني صريح وشامل يعيد التوازن الاجتماعي” في ظل تدهور القدرة الشرائية واستمرار التضييق على الحريات النقابية. وأعلن عن اجتماع مرتقب للهيئة الإدارية لاتخاذ قرارات جديدة تتعلق بخطوات التصعيد المقبلة.
وفي المقابل، أصدر المجلس البنكي والمالي بيانا اعتبر فيه أن الإضراب، رغم كونه حقا مشروعا، غير مبرر في الظروف الحالية، مؤكدا التزامه بتطبيق الزيادات المقررة في إطار قانون المالية لعام 2026.
وحذر المجلس من أن توقف العمل في القطاع المالي “يضر بمصالح الأفراد والشركات” في مرحلة حساسة تتطلب تضافر الجهود لدعم الاقتصاد الوطني.
ومن جهتها، لوّحت جامعة البنوك والمؤسسات المالية بتنظيم إضراب عام ثان نهاية ديسمبر المقبل، تزامنا مع ختام السنة المالية وأعمال الجرد والتدقيق السنوي في المؤسسات البنكية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستأتي في حال عدم تجاوب السلطات وأرباب العمل مع المطالب النقابية.
ويشغل القطاع المالي في تونس أكثر من 24 ألف موظف بنسبة تأطير تصل إلى 70%، ويعتبر من أعلى القطاعات أجرا في البلاد، إذ يتراوح متوسط الراتب الشهري بين 800 و1600 دولار، مقارنة بمتوسط قدره 485 دولارًا في القطاع الحكومي، وفق بيانات الجامعة العامة للبنوك.
استثمار صيني يعزز صناعة السيارات في تونس
