شركات فرنسية تعمل في الجزائر، حذرت من تداعيات الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين باريس والجزائر، مشيرة إلى أن تصاعد التوتر بين البلدين منذ يوليو 2024 ألحق ضررا مباشرا بأعمالها، وعرقل بيئة الاستثمار.
ونقلت وسائل إعلام جزائرية عن رئيس غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الفرنسية، ميشال بيساك، أن قرارات صادرة عن وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، وعلى رأسها حظر دخول الدبلوماسيين الجزائريين إلى مناطق الحقائب الدبلوماسية في المطارات الفرنسية، أسهمت في تفاقم الأزمة، وتسببت في تعطيل مسار العلاقات الاقتصادية.
ووفق بيساك، فإن هذه الإجراءات تتعارض مع توجه وزارة الخارجية الفرنسية، التي تفضّل اعتماد الحوار كآلية لحل الخلافات القائمة مع الجزائر.
وكانت الجزائر قد ردت بتقييد امتيازات الدبلوماسيين الفرنسيين في مطاراتها وموانئها، واستدعت القائم بالأعمال الفرنسي مرتين في يوليو الماضي، احتجاجًا على الخطوات الفرنسية الأخيرة.
في السياق ذاته، عبر رجال أعمال فرنسيون خلال اجتماع مع النائبة الفرنسية صابرينة صبايحي والسيناتور أكلي ملولي، اللذين زارا الجزائر منتصف الأسبوع الماضي، عن خشيتهم من تدهور أوضاع شركاتهم إذا استمرت الأزمة دون تسوية.
وأشار البرلمانيان إلى أن الشركات الفرنسية في الجزائر حققت نجاحات ملموسة خلال السنوات الماضية، لكنها باتت مهددة بالتراجع نتيجة غياب الاستقرار في العلاقات الرسمية. كما أعربا عن قلقهما من توجه الجزائر نحو تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع إيطاليا، في مقابل فتور العلاقة مع باريس.
وتأتي هذه التطورات عقب زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى روما في يوليو، والتي أسفرت عن توقيع 40 اتفاقية تعاون، شملت مجالات الطاقة والتجارة والأمن، وهو ما اعتبرته دوائر فرنسية تراجعا استراتيجيًا لنفوذ باريس في شمال إفريقيا.
وأكد البرلمانيان أن دورهما كأعضاء في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ يهدف إلى الحفاظ على قنوات التواصل مع الجزائر، والعمل على استعادة الحد الأدنى من الثقة السياسية والاقتصادية، بما يخدم مصالح الطرفين.
الجزائر والولايات المتحدة تعززان التعاون العسكري بمذكرة تفاهم جديدة
