ستحصل الشركات الروسية على حوافز ضريبية وجمركية استثنائية داخل المنطقة الصناعية الروسية قرب قناة السويس لمدة تصل إلى 49 عاماً، وفق ما كشفه نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي رومان تشيكوشوف بعد زيارة وفد رسمي لمصر منتصف سبتمبر.
وقال تشيكوشوف، في تصريحات صحفية، إن اتفاقاً وُقّع هذا العام مع الجانب المصري حدّد جميع شروط إقامة مرافق الإنتاج، مشيراً إلى أن النظام الضريبي والجمركي المطبق داخل المنطقة يعدّ “فريداً من نوعه” بالنسبة للشركات الروسية، وهو منصوص عليه في اتفاقية حكومية دولية لا تخضع للتغيير طوال فترة الامتياز.
وأوضح المسؤول الروسي أن المنطقة الصناعية ستقام بمدينة العين السخنة على خليج السويس، واصفاً الموقع بأنه “لوجستي ممتاز” بفضل توافر البنية التحتية المتكاملة، وطرق الوصول البرية والسكك الحديدية، خاصة الطريق السريع الرابط بين السويس والغردقة.
وحدد تشيكوشوف الصناعات ذات الأولوية داخل المشروع في مجالات الهندسة الميكانيكية، والصناعات الكيميائية والبتروكيماوية، بالإضافة إلى الصناعات الدوائية وإنتاج المستلزمات الطبية.
كما شدد على أن مصر تمثل “بوابة إفريقيا التجارية”، حيث تتيح اتفاقياتها التجارية التفضيلية – التي تتجاوز 70 اتفاقية – للشركات العاملة فيها النفاذ إلى الأسواق الإفريقية معفاة من الرسوم الجمركية.
وأشار نائب الوزير إلى أن الزيارة تطرقت أيضاً إلى مناقشة اللوائح الفنية، بما يضمن للشركات الروسية الحصول على الشهادات اللازمة والمشاركة في المناقصات داخل السوق المصرية، مؤكداً أن بلاده تعمل على تمكين المستثمرين الروس من دراسة الطلب على المنتجات قبل اتخاذ قرارات استثمارية نهائية.
وشارك في الزيارة، التي جرت بين 14 و 16 سبتمبر، وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء أليكسي أوفرشوك، ضم ممثلين عن أكثر من 30 شركة، إلى جانب جمعيات أعمال روسية مهتمة بالاستثمار في المنطقة الصناعية الجديدة، حيث عاين الوفد ميدانياً ظروف العمل المتاحة في مصر.
وكانت مصر وروسيا قد وقّعتا في مايو الماضي اتفاقية طويلة الأمد تتيح لروسيا استخدام موقع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بمساحة 50 هكتاراً في مدينة العين السخنة، على بُعد 30 كيلومتراً من السويس و 120 كيلومتراً من القاهرة.
وتُعد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أحد أبرز المراكز اللوجستية العالمية، إذ تضم ستة موانئ بحرية تستحوذ على 20% من حجم شحن الحاويات عالميًا، و 10% من إجمالي حركة التجارة البحرية.
مصر وروسيا تبحثان تعزيز العلاقات والتطورات الإقليمية في ظل توترات الشرق الأوسط
