16 ديسمبر 2025

يشهد الشرق الليبي خلال السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بتطوير شبكات الطرق والبنية التحتية، في إطار مساعٍ لإعادة الإعمار وتحسين جودة الحياة، بقيادة الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، وبدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، التي أولت ملف الطرق أولوية باعتباره ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي.

الطرق.. شريان للتنمية والاستقرار

تُعد شبكات الطرق من أبرز عناصر إعادة بناء الدولة، إذ تسهم في تسهيل حركة المواطنين والبضائع، وربط المدن والمناطق النائية بالمراكز الحضرية، ودعم الأنشطة التجارية والخدمية. وقد انعكس تحسن الوضع الأمني في مدن الشرق الليبي على إطلاق مشاريع طرق استراتيجية، بعد سنوات من التوقف أو التدهور.

مشاريع منفذة وتوسعة الشبكة الطرقية

نفذت حكومة الحماد، بالتعاون مع البلديات والجهات التنفيذية، عددًا من المشاريع المهمة في مجال الطرق، من أبرزها:

صيانة وتطوير الطريق الساحلي الشرقي الذي يربط بنغازي بطبرق، لما له من أهمية حيوية في الحركة التجارية والسياحية.

إعادة تأهيل الطرق الداخلية في مدينة بنغازي، خاصة في الأحياء التي تضررت خلال سنوات الحرب، بما ساهم في تخفيف الازدحام وتحسين السلامة المرورية.

تطوير طرق الربط بين المدن مثل بنغازي–المرج، وبنغازي–الأبيار، وطرق سرت–الجفرة–الشرق، بما يعزز التكامل الجغرافي.

إنشاء طرق جديدة في مناطق سكنية حديثة، وربطها بالشبكة العامة، لدعم التوسع العمراني.

وقد رافقت هذه المشاريع أعمال إنارة، وتصريف مياه الأمطار، وتحسين العلامات المرورية، في خطوة تعكس توجهاً نحو تطوير متكامل لا يقتصر على الرصف فقط.

أثر المشاريع على الاقتصاد والحياة اليومية

ساهم تطوير شبكات الطرق في الشرق الليبي في تقليص زمن التنقل، وخفض تكاليف النقل، وتنشيط حركة التجارة بين المدن، إضافة إلى تسهيل وصول الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة. كما وفرت هذه المشاريع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وأسهمت في تحريك قطاع المقاولات المحلي.

التعاون الدولي والدور الروسي

في إطار الانفتاح على الشراكات الدولية، برزت روسيا كأحد الأطراف التي أبدت اهتمامًا بدعم مشاريع البنية التحتية في ليبيا، ضمن رؤية أشمل للتعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار. ورغم أن الدعم الروسي المباشر في قطاع الطرق لا يزال في مرحلة التنسيق والدراسة، فإن هناك:

مباحثات فنية حول مشاركة شركات روسية في مشاريع بنية تحتية مستقبلية، واهتماماً بتبادل الخبرات في مجالات الهندسة والإنشاءات الثقيلة، بالإضافة إلى طرح مشاريع محتملة ضمن حزم تعاون تشمل الطاقة والطرق والموانئ.

ويُنظر إلى هذا التعاون باعتباره فرصة لتعزيز قدرات ليبيا الفنية، والاستفادة من التجربة الروسية في مشاريع الطرق الكبرى.

ويعكس واقع شبكات الطرق في الشرق الليبي تحولاً تدريجياً من مرحلة معالجة الأضرار إلى مرحلة التخطيط والتنفيذ التنموي. ومع استمرار اهتمام حكومة الحماد بتطوير البنية التحتية، والانفتاح على شراكات دولية متوازنة، من بينها التعاون مع روسيا، تمضي مدن الشرق الليبي بخطى ثابتة نحو شبكة طرق حديثة تشكّل أساساً لتنمية اقتصادية مستدامة واستقرار طويل الأمد.

خاص – أخبار شمال إفريقيا

الاتحاد الليبي لكرة القدم يعلن إقامة مرحلة السداسي في إيطاليا

اقرأ المزيد