كشف السياسي السوداني طه عثمان عن ملامح الاتصالات والاجتماعات التي سبقت اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، مؤكدا وجود اتفاق أولي بين الطرفين حول دمج القوات في إطار إصلاحات أمنية وعسكرية كان يجري التحضير لها ضمن الاتفاق الإطاري.
ووفق عثمان، تضمن التصور المشترك فترة دمج تمتد لعشر سنوات، تبدأ بتوحيد القيادة خلال العام الأول، وتوحيد هيئة الأركان خلال ثلاثة أعوام، ثم دمج التشكيلات العسكرية على مراحل حتى اكتمال العملية خلال سبع سنوات لاحقة.
وأشار إلى أن المقترح جاء بمبادرة من الفريق أول عبد الفتاح البرهان ووافق عليه قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وجاء الاتفاق عقب ورشة شارك فيها أكثر من 300 شخصية من القوات النظامية والجهات السياسية وخبراء دوليين تناولوا تجارب الإصلاح الأمني وتطوير الجيش والشرطة والمخابرات، غير أن غياب البرهان عن الجلسة الختامية المتفق عليها في 29 مارس أدى إلى تعميق حالة التوتر.
وأوضح عثمان أن الخلاف الذي بقي دون اتفاق نهائي كان حول تبعية هيئة القيادة المشتركة، حيث تمسك الجيش بأن تخضع للقائد العام، بينما فضلت قوات الدعم السريع ربطها بالقائد الأعلى المفترض أن يكون رئيس مجلس سيادة مدني.
ونوه عثمان إلى اجتماع عقد في مزرعة البرير في 8 أبريل بمشاركة وسطاء من قوى الحرية والتغيير، واتفق خلاله على تهدئة الخطاب ووقف التحشيد العسكري، مع توجيه الدعم السريع بإعادة قوات متحركة من الفاشر، ومناقشة وجود طيران مصري في مطار مروي.
وفي الساعات التي سبقت اندلاع الحرب، قال عثمان إن الطرفين اتفقا على اجتماع لجنة مشتركة لخفض التوتر صباح 15 أبريل، لكن الإجراءات لم تكتمل، وتلقى في السادسة صباحا اتصالا من حميدتي يفيد بمحاصرة قواته في المدينة الرياضية، قبل أن تتحول الأزمة إلى مواجهة عسكرية واسعة.
واتهم عثمان أطرافا من النظام السابق باستغلال حالة الشك بين الطرفين للمساهمة في تفجير الصراع، والسعي بحسب وصفه لإطالة أمد الحرب بهدف استعادة نفوذها.
مجلس الأمن الدولي يتبنى قراراً بإنهاء حصار الفاشر السودانية
