حذر السياسي التونسي محمد عبو من “اختناق غير مسبوق” في تونس بعد أكثر من 4 سنوات على ما وصفه بـ”الانقلاب الدستوري”، وأكد أن التغيير “بات حتمياً”، داعياً الرئيس قيس سعيد إلى “الخروج من الباب الكبير” عبر تنظيم انتخابات حقيقية.
قال السياسي التونسي والمرشح الرئاسي السابق محمد عبو إن تونس تعيش حالة “اختناق سياسي واقتصادي واجتماعي غير مسبوقة”، وذلك بعد أكثر من أربع سنوات على ما وصفه بـ”الانقلاب الدستوري” الذي شهده البلد في 25 يوليو/تموز 2021.
واعتبر عبو، مؤسس حزب التيار الديمقراطي، في حوار مطول مع “الجزيرة مباشر”، أن الوضع الحالي يتميز بـ”غياب القانون وانعدام الثقة في القضاء والإدارة وتراجع الأمل في أي إصلاح حقيقي”.
وشكك في إمكانية استمرار الرئيس قيس سعيد في الحكم حتى 2029 أو تعديل الدستور لتمديد ولاياته، محذراً من أن “استمرار النهج الحالي سيقود إلى مزيد من العزلة الداخلية والخارجية”، وأكد أن “التغيير بات حتمياً”، دون تحديد لشكله أو توقيته.
ووجه عبو رسالة مباشرة إلى الرئيس سعيد، داعياً إياه إلى “إدراك أن صورته اهتزت، وأن البلاد لم تعد تحتمل مزيداً من القرارات الشعبوية والنصوص الغامضة، في ظل غياب قضاء مستقل وإدارة محايدة”.
ونصحه بأن “الخروج من الباب الكبير” عبر تهدئة الأوضاع، وإطلاق الحريات، وتنظيم انتخابات حقيقية ونزيهة، قد يكون “السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد”، مؤكداً أن “بقاء السلطة ليس غاية في حد ذاته”.
وقدم عبو قراءة نقدية شاملة للمسار التونسي، معتبراً أن ما جرى بعد 25 يوليو 2021 تحوّل من إجراءات استثنائية مؤقتة – كان هو نفسه من بين المطالبين بها في إطار الفصل 80 من الدستور لمواجهة “الانسداد السياسي” – إلى “استحواذ كامل على السلطة” وتحول “إلى قطيعة مع كل إيجابيات الثورة وحتى مع بعض إيجابيات دولة الاستقلال”.
وأشار إلى أن السلطة الحالية أعادت إنتاج “أسوأ ممارسات الماضي لكن بصورة أكثر حدة”، حيث ألغيت مؤسسات الدولة واحتُكرت جميع السلطات، وفق وصفه.
وركز عبو على ملف القضاء، معتبراً أن ما جرى منذ 2021 يمثل “قضاء كاملاً على استقلال القضاء”، حيث بات القضاء “خاضعاً للتهديد والترهيب” وتحولت محاكمات الفساد إلى “أداة سياسية لتصفية الخصوم” وفقدت مصداقيتها.
كما لم يُعفِ النخب السياسية من المسؤولية، مشيراً إلى أن “جزءاً منها ساهم، بدافع الانتقام أو الحسابات الأيديولوجية، في تهيئة المناخ لما جرى”.
وأكد أن استهداف حركة النهضة أو غيرها لا يحل المشكلة، لأن “الفساد والمال السياسي والإفلات من العقاب هي أمراض بنيوية” قد يعيد أي طرف إنتاجها إذا لم تفرض سيادة القانون على الجميع.
وعلى الرغم من تصويره لواقع قاتم، رفض عبو الدعوة إلى العنف أو “الثورات الدموية”، قائلاً إنه “لا يتمنى أن يدفع التونسيون ثمن التغيير بأرواحهم”. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “حق مقاومة الاستبداد مشروع”، وأن تحرك الشعوب غالباً ما يأتي “بصورة غير متوقعة”.
وحثّ على خلق “رأي عام واسع يضغط من أجل إنهاء العبث بالدولة، وإعادة المسار الديمقراطي على أساس سليم”، معتبراً أن هذا الحل يجب أن يكون “تونسياً-تونسياً”.
وأكد أن تونس، بخلاف دول تملك موارد طبيعية، “لا يمكن أن تسمح للأنظمة الاستبدادية بالاستمرار عقوداً”، مما يجعله يرى أن الوضع الراهن “لا يمكن أن يستمر طويلاً”.
تونس تفتح تحقيقاً بعد بث عملية ولادة على تطبيق “تيك توك”
