05 ديسمبر 2025

التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني نظيره الروسي لافروف في موسكو، حيث ناقشا تعزيز العلاقات الثنائية ودعم استقرار سوريا، تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لمراجعة الاتفاقيات الاقتصادية وتعزيز التعاون.

شهدت العاصمة الروسية موسكو، اليوم الخميس، لقاءً رفيع المستوى بين وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول سوري بارز منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024.

يأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وسط تحديات سياسية وأمنية تواجه سوريا في مرحلتها الانتقالية.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس الأربعاء، أن المحادثات ستركز على القضايا الثنائية والدولية والإقليمية الراهنة، مع التركيز على دعم استقرار سوريا وسيادتها.

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد عقب اللقاء، أكد لافروف أن روسيا وسوريا اتفقتا على تشكيل لجنة وزارية مشتركة لمراجعة الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي ودعم إعادة إعمار سوريا.

وقال لافروف: “روسيا ستشارك بشكل فعال في تعافي الاقتصاد السوري، ونرحب برفع العقوبات الأمريكية عن الشعب السوري، التي كانت تؤثر سلباً على المواطنين أكثر من المسؤولين السياسيين.”

من جانبه، أشار الشيباني إلى أن العلاقات بين سوريا وروسيا تمر بـ”منعطف تاريخي حاسم”، مؤكداً أن اللجنة المشتركة ستنظر في الاتفاقيات السابقة لضمان تحقيق مصالح الطرفين.

وأضاف أن سوريا ملتزمة بحماية البعثات الدبلوماسية الروسية، وأن الحوار مع موسكو يهدف إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها.

تأتي هذه الزيارة في ظل تغيرات جذرية تشهدها سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث تسعى الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع إلى تعزيز الاستقرار السياسي والأمني.

وكانت روسيا قد دعمت النظام السوري السابق عسكرياً وسياسياً على مدى عقود، بما في ذلك الحفاظ على قاعدتين عسكريتين في طرطوس وحميميم.

ومع تغير المشهد السياسي، تسعى موسكو للحفاظ على نفوذها في سوريا من خلال الحوار مع الحكومة الجديدة.

وفي هذا السياق، أشار المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى أن روسيا ستواصل المفاوضات بشأن استمرار تشغيل قواعدها العسكرية، مع التأكيد على أن أي اتفاقيات جديدة يجب أن تتماشى مع الإطار القانوني السوري.

ركز اللقاء على إعادة النظر في الاتفاقيات الاقتصادية السابقة، مع التركيز على دعم روسيا لجهود إعادة الإعمار في سوريا. وتشمل المباحثات إمكانية الاستثمار في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، خاصة بعد رفع العقوبات الأمريكية التي فاجأت حتى مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ناقش الطرفان الأوضاع في محافظة السويداء، التي تشهد توترات أمنية. وأكد لافروف دعم روسيا لمبادرات الرئيس السوري أحمد الشرع لتجاوز الأزمة، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

كما تم بحث قضية دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في إطار الدولة السورية، وسط تحديات تتعلق باللامركزية والسيادة.

أعرب لافروف عن تقدير روسيا لجهود سوريا في حماية البعثات الدبلوماسية الروسية، بينما شدد الشيباني على أهمية تكثيف الحوار لمواجهة محاولات زعزعة استقرار سوريا.

أثارت الزيارة اهتماماً دولياً، حيث رحبت الولايات المتحدة بجهود الحوار بين دمشق و”قسد”، معتبرة أن توحيد الصفوف يخدم استقرار سوريا.

من جانبها، أعربت السعودية عن استعدادها للعب دور وسيط في المفاوضات بين الحكومة السورية وقسد، مما يعكس توجهاً إقليمياً لدعم الاستقرار في سوريا.

تاريخياً، كانت روسيا حليفاً رئيسياً لسوريا، حيث قدمت دعماً عسكرياً واقتصادياً لنظام الأسد. وبعد الإطاحة به، فر الأسد إلى موسكو، وطالب مسؤولون سوريون بتسليمه.

ومع ذلك، يبدو أن الحكومة السورية الجديدة تسعى إلى إعادة صياغة العلاقات مع روسيا على أسس جديدة، تركز على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل.

يُنظر إلى هذا اللقاء كخطوة مهمة نحو إعادة تموضع سوريا في الساحة الدولية، خاصة مع التحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة.

ومع استمرار التحديات الأمنية في السويداء وغيرها من المناطق، يبقى التعاون مع روسيا أحد العوامل الرئيسية لدعم استقرار سوريا.

كما أن رفع العقوبات الغربية وتكثيف الاستثمارات الإقليمية، خاصة من السعودية وقطر، قد يفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد السوري.

موسكو وأديس أبابا توقعان خطة عمل لإنشاء أول محطة نووية في إثيوبيا

اقرأ المزيد