05 ديسمبر 2025

تفتتح إثيوبيا اليوم سد النهضة رغم عدم التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، وبدوره وزير الري المصري أكد رفض بلاده للسياسات الأحادية، بينما حذر مختصون من جفاف محتمل قد يؤدي لمواجهات مباشرة بين الدول الثلاث.

افتتحت إثيوبيا رسمياً يوم الاثنين سد النهضة الإثيوبي الكبير بعد 14 عاماً من بدء أعمال البناء، وذلك في ظل استمرار الخلافات مع دولتي المصب مصر والسودان، وعدم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال حفل الافتتاح أن السد “لا يشكل تهديداً لمصر أو السودان”، مشيراً إلى أن بلاده “تستخدم موارد النهر بشكل محدود ولم تأخذ شيئاً لا يخصها”، كما أعلن عن إمكانية بناء المزيد من السدود في حوض النيل.

من جهتها، أعربت مصر عن رفضها القاطع لهذه الخطوة الأحادية، وأكد وزير الري المصري هاني سويلم رفض بلاده “استمرار سياسة فرض الأمر الواقع”، مشيراً إلى أن السد “غير قانوني ويخالف القوانين الدولية”.

وحذر خبراء مصريون من أن إجراءات إثيوبيا الأحادية “تنذر بمواجهات مباشرة” بين الدول الثلاث خلال السنوات القادمة.

وأكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السد وصل إلى سعته القصوى (64 مليار متر مكعب)، وأن مياهه بدأت تصل إلى السد العالي.

وعقدت مصر والسودان اجتماعاً تشاورياً الأسبوع الماضي، حيث اتفق الجانبان على “رفضهما التام لأية تحركات أحادية” في حوض النيل الشرقي، وجاء هذا الاجتماع بعد فشل المسار التفاوضي الأخير بين الدول الثلاث نهاية عام 2023.

وأشار الدكتور محمد نصر علام، وزير الموارد المائية المصري الأسبق، إلى أن إثيوبيا “فشلت في تحقيق الهدف المعلن من السد وهو إنتاج الكهرباء وتصديرها”، معتبراً أن السد “صمم خصيصاً للإضرار بمصر وأمنها المائي”.

ونجحت مصر في تخفيف الآثار المباشرة لسد النهضة من خلال تنفيذ مشروعات مائية كبرى بتكلفة تجاوزت 500 مليار جنيه، كما حمى السد العالي البلاد من التأثير الكامل للتخزين الإثيوبي خلال السنوات الماضية.

يظل ملف سد النهضة أحد أبرز الملفات الشائكة في المنطقة، حيث تستمر التخوفات من تداعياته على الاستقرار الإقليمي والأمن المائي لمصر والسودان، في ظل عدم وجود اتفاق شامل ينظم عملية الملء والتشغيل.

ارتفاع سرعة الإنترنت يزيد الأعباء على الأسر المصرية

اقرأ المزيد